باشرت دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام بمدينة جدة ومركز "شرطة المنتزهات" التحقيقات مع المقيم الملقب ب"أبو الكلام" (42 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البرماوية، ويحمل إقامة بمهنة عامل، بعد جريمته البشعة، التي تمثلت في قَتله زوجته وأطفاله (ثلاث بنات وولداً)، عقب تخيّله أنه سوف يموت قبل أسرته خلال الأيام القادمة. وكان "الجاني"، الذي يسكن بحي البرماوية في كيلو 14 بمدينة جدة، يمر بظروف نفسية، لازمته خلال الشهر الماضي، بالرغم من أن ظروفه المادية تُعتبر جيدة، وقد تخيل أنه سوف يموت خلال الأيام القادمة؛ ما جعله يقوم بنحر زوجته وأطفاله (أكبرهم بنت 4 سنوات) و(أصغرهم ولد سنة ونصف السنة)، وذلك بسكين المنزل، وداخل مسكنه بحي كيلو 14 بجدة. وبعد قيامه بالجريمة البشعة ترك الضحايا يسبحون في دمائهم، واتجه للحرم المكي الشريف بمكة المكرمة، وقام بأداء صلاتَي المغرب والعشاء، ومكث في توسعة الملك فهد داخل الحرم حتى الساعة ال12 بعد منتصف الليل، ثم قام بالاتصال بكفيله وإبلاغه بالجريمة طالباً مساعدته، الذي أشار عليه بتسليم نفسه، عندها قام بتسليم نفسه للجهات الأمنية المختصة بقوة أمن الحرم، وقام كفيله بإبلاغ الجهات الأمنية بجدة، التي باشرت مساء أمس العثور على جثث الضحايا. وبدورهم قام رجال الأمن بالقوة الخاصة لأمن الحرم بتسليم الجاني لمركز شرطة مخفر الحرم التابع لشرطة العاصمة المقدسة، ومن ثم تسليمه لشرطة جدة (جهة الاختصاص)، وقامت الجهات الأمنية بالتحقيق في الجريمة التي أذهلت أهالي الحي، وأجرت فِرق الأدلة الجنائية والبصمات والطب الشرعي بجدة عملها الرسمي بهذه الحالة، وتم نقل الجثث وطلب إخضاعها للجنة الطب الشرعي، وإعداد تقرير شرعي لكل جثة. وتولّى ملف التحقيق مركز شرطة المنتزهات ودائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام بجدة. وكشفت مصادر التحقيق أن الجاني منذ شهر كان يعاني حالةً مرضية ومرضاً عقلياً؛ ويستخدم بعض العقاقير العلاجية المهدئة، وخلال اليومين الماضيَين لم يأخذ العلاج، وكان يتخيل أنه سوف يموت قبل أسرته؛ لذلك قتلهم حتى يرحلوا معه. هذا تبريره بعد تسليم نفسه.