من باب الترويج أو كسب العطف أو لأشياء اخرى، يروج بعض السيدات لأنفسهن كمطلقات مغلوبات على امرهن في شبكات التواصل الاجتماعي عبر حسابات علنية أو مستعارة تهدف الى جذب اكبر عدد من المتابعين والمتابعات من كل الاعمار. في هذه الصفحات يتم التلويح بسهولة التواصل او ادعاء الحاجة لزوج او فارس احلام بمواصفات لا تتوافر الا في الخيال الفسيح. التعاطف مع «مطلقة» الحضور اللافت والكثيف لصفة «مطلقة» في الفضاء الإلكتروني وفي العالم الافتراضي يشير بجلاء الى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، إذ اشارت إحصائيات متنوعة إلى أن نحو 40 % من الزيجات تنتهي بالطلاق لأسبابٍ مختلفة، في حين تتركز النسبة الأكبر من المطلقات في الفئة العمرية التي تقع بين 30 و34 عاما، وتليها المطلقات اللواتي تنحصر أعمارهن في الفئة العمرية بين 35 و39 عاما وذلك من إجمالي عدد المطلقات. هذا الارتباط الشكلي لا يعني صحة وصف «مطلقة» على من يطبقنه على أنفسهن، فهناك -كما يقول نشطاء إلكترونيون- نساء من جنسيات مختلفة يتسترن خلف هذه الصفة من أجل النفاذ لأوساط الرجال وابتزازهم، اعتمادا على أن الوصف من شأنه أن يجذب الباحثين عن التسلية أو قضاء وقت الفراغ. ويرى نشطاء آخرون أن هناك حسابات ينشئها شباب يسعون لاستقطاب الفتيات ثم خداعهن للحصول على تفاصيل حياتية يمكن استغلالها لابتزازهن على نحو ما حدث في وقائع كثيرة حققت فيها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال السنوات الماضية. قائمة الأصدقاء يلاحظ أنه وعلى الرغم من تعدد صفحات المطلقات السعوديات على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، فإن السمة المشتركة بينها هو ضخامة عدد المتابعين والأصدقاء لدرجة أن بعضها على «فيس بوك» جذب بعد تدشينه بوقت وجيز الحد الأقصى من الصداقات المسموح بها ما دفع القائمين أو القائمات عليها لإنشاء صفحات جديدة. في «تويتر» مثلا ، يلاحظ أن هناك إقبالا لافتا على كل حساب يحمل مسمى مطلقة، علما أن بعضا من هذه الحسابات يتضمن أرقام جوالات معلنة كوسيلة للتواصل، الأمر الذي يسهل فرص الوصول دون الحاجة لجهد كبير. وتعكس قوائم الأصدقاء والمتابعين على صفحات وحسابات «المطلقات» تنوعا في الجنسيات والأعمار والثقافات لكنها تعكس تشابها بين العرب في سهولة الانجذاب لسيدات يبدين رغبتهن في البوح والفضفضة وأشياء أخرى. حسابات «منحرفة» في نفس السياق، ظهرت حسابات منحرفة بمسمى مطلقة مع تنويع الأماكن والأوصاف، وإن اتفقت غالبيتها في الهدف، وهو الحصول على الأموال. بينما يصعب على الجهات الرقابية منع إنشاء حسابات من هذا النوع، سواء على «تويتر» أو «فيسبوك»، خاصة إذا كان الأمر يتم من الخارج، فيبدو أن دور وسائل الإعلام والدعاة والمدارس والجامعات، فضلا عن الأسرة، هو الأقدر على التصدي لهذه الآفة وتطويقها قبل أن تستفحل وتصبح ظاهرة.