يتعامل نزلاء دار المسنين بأبها، مع مدير الدار خالد بن عبد الله الهداف، وكأنه ابن لهم وليس بصفته موظفاً يدير شؤونهم ويسهر على خدمتهم، فالكل يرغب بالحديث معه ومجالسته خاصة وأنه يقضي وقتا طويلا مع المسنين.. يتبادل معهم أطراف الحديث ويمازحهم بأريحية تامة ودون تكلف.. «عكاظ» زارت الدار وأجرت حواراً قصيراً مع الهداف هذا نصه. حدثنا عن «دار المسنين» بأبها؟ تأسست الدار في عام 1394ه تقدم خدمات نفسية وطبية واجتماعية للمسنين الذين تجاوزوا ال (60 عاماً) فما فوق والهدف من إنشائها تحقيق الراحة النفسية لهم. ما طبيعة عملكم؟ عملنا هذا واجب ديني ومطلب إنساني تمليه علينا تعاليم ديننا الحنيف، وعادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ، بغض النظر عن الجوانب المادية، أما عن طبيعة العمل فهي تتركز على كل ما من شأنه تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة لفئة غالية على قلوبنا جميعا وهي «المسنين». ما أبرز الخدمات التي تقدمونها للمسنين؟ هناك خدمات كثيرة أبرزها توفير بيئة متكاملة الخدمات من رعاية اجتماعية ونفسية وطبية، بالإضافة إلى مكافآت شهرية وغيرها من خدمات أخرى حتى لا يشعروا بأي قصور. هل هناك شروط يجب توفرها في المقيمين في الدار؟ تشترط الدار أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، وأن يكون قد بلغ سن ال «60» عاما فما فوق، ويجب أن يثبت البحث الاجتماعي حاجته للرعاية الاجتماعية وعدم وجود عائل له، وأن يثبت الكشف الطبي خلوه من الأمراض السارية والمعدية، وكذلك من الأمراض النفسية، بالإضافة إلى أن يكون المتقدم بحاجة ماسة للرعاية لعدم وجود من يرعاه ويقوم على شؤون حياته. ما أبرز الأنشطة والفعاليات التي تقدمها الدار لفئة المسنين؟ التوعية الدينية أبرز الأنشطة، إذ تحرص الدار على توعية المقيمين بأمور دينهم بالتنسيق مع مركز الدعوة والإرشاد بالمنطقة لتنظيم دروس ومحاضرات دينية تتناول الوعظ والإرشاد مع مراعاة اختيار الموضوعات التي تتناسب ظروف المقيمين وقدراتهم الاستيعابية. كما تعمل إدارة الدار على دمج المقيم في الجماعة وربطه بالمجتمع الخارجي بإشراكه في بعض الأنشطة التي تتناسب مع قدراته الجسمية وظروفه الصحية، إضافة إلى الرحلات إلى المنتزهات العامة والحدائق والمنتجعات السياحية فضلاً عن توثيق الروابط بينه وبين ذويه وأقاربه ومعارفه من خلال الزيارات المتبادلة، كما تصرف مكافأة شهرية قدرها 200 ريال لكل مقيم كمصروف لشراء بعض الاحتياجات الخاصة. وماذا عن الخدمات الصحية؟ هناك فريق طبي خاص بقسمي الدار الرجالي والنسائي ينفذ برامج رعاية صحية طبية ووقائية بالدار مكون من طبيب، ممرض، أخصائي علاج طبيعي، أخصائي نفسي، فيما يقوم الطبيب بقسم الرجال بالمرور اليومي على المقيمين لمتابعة حالتهم الصحية، وعمل التحاليل الدورية للتأكد من سلامتهم ووصف العلاج المناسب لحالتهم المرضية، وإحالة الحالات الحرجة إلى المستشفيات المتخصصة في المنطقة، وهذا الإجراء متبع كذلك في قسم النساء، فضلا عن العلاج الطبيعي الذي يعد أحد ركائز الخدمات الصحية.