تغفو احياء الحرازات والمحاميد ووادي عشير وتنام مبكرا في كل ليلة.. لا تيار في حيين ولا اعمدة في مثلهما، يقول سكان الحرازات ان الاعمدة الخالية تصارع الرياح والهواء دون ان ينبعث منها نور المصابيح الذي يبدد العتمة والظلام وينير ارجاء الحي برغم انهم سكنوا فيه قبل سنوات طويلة. أما المحاميد فيغرق في الظلام رغم مطالبات الأهالي بتركيب أعمدة الانارة، مثلما يقول مصعب باجابر. ويضيف أن الخطورة تبدأ حين يحل المساء فالطريق وسط الحي مزدوج وعلى جانبي الطريق تنتشر المحلات التجارية التي يهرول اليها الأطفال ببراءة دون انتباه ودون دراية بالسيارات التي تعبر الطريق. ومن جانبه يقول علي السالم إنه كان من المفترض ايصال التيار الى الحي منذ زمن، سيما انه فسيح وممتد وواسع وكثيف السكان، لكن شيئا من ذلك لم يحدث معتبرا قوافل السيارات التي تعبر وسط الحي القريب من طريق مكة القديم تزيد من حتمية إنارته. العجب العجاب فهد البقمي عبر عن عدم ارتياحه لوضع الحي وقال: حين تزور المحاميد عصرا ومساء تجد العجب العجاب، لا أرصفة تنظم سير السيارات ولا إضاءة تسمح للمشاة بأن يستفيدوا من المؤسسات التجارية التي تجاورهم. لافتا إلى أن الظلام يسمح بالعديد من الممارسات غير محمودة العواقب خاصة مع انتشار الباعة المتجولين وعدد من الأفارقة من ممتهني غسل السيارات والمركبات في الحي ومحيطه. الحالة لا تختلف في وادي عشير، حيث تتكرر ذات الصورة والمشهد كما يقول حماد المعافي الذي يقول: الطريق المزدوج يشكل أكبر عائق أمام وصول السكان الى منازلهم مع انتشار عمليات الحفر وعدم الردم. مضيفا أن الأهالي ينتظرون بشغف أعمدة الانارة التي طال غيابها ولفت بأنه يسكن في الحي منذ أكثر من عشر سنوات ورغم المطالبات المستمرة بذلك غير أنه لا جدوى حتى الآن. ويعلق عمر حمود: الظلام الذي نعيش فيه يجعل الحي مرتعا للمخالفين والأعمال غير المشروعة، خصوصا أن المكان تسكنه جنسيات آسيوية مختلفة. سنوات الظلام وتنتظر الحرازات بداية إطلاق الاضاءة بعد سنوات من الظلام كما يقول محمد المالكي، مضيفا أنه يفترض أيضا بعد إنارة الشارع الرئيسي الانتباه للشوارع الداخلية وبدء تنفيذ عمليات تركيب الأعمدة. واعتبر سامي الصاعدي أن وصول الانارة في الحرازات تأخر كثيرا، لكن أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل، وطالب بضرورة الالتزام بتشغيلها على وجه السرعة. في المقابل أوضح المتحدث الرسمي في أمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن الأمانة لا تستطيع تركيب أعمدة إضاءة في منطقة لا تتوفر بها تمديدات كهربائية أو بسبب وجود مشاريع للبنية التحتية أسفل الشوارع لذلك يتم التنسيق بين الأمانة والكهرباء وشركة المياه لكي يتم تأجيل التمديد لاستكمال تلك المشاريع أولا، ولفت النهاري إلى أنه بخصوص الأعمدة التي تم تركيبها في حي الحرازات سيتم استكمالها وتشغيلها بعد الانتهاء من مشاريع تصريف السيول ومعالجة بعض المشكلات الخاصة بالمياه الجوفية.