يبحث تجمع طبي دعت اليه الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة اليوم في مؤتمرها السنوي مستجدات الأمراض المعدية وطرق مواجهتها وذلك تحت شعار «الخطر المحدق والآفاق المشرقة» وبمشاركة متحدثين من مختلف مناطق المملكة، حيث يبحث المؤتمر بمشاركة المختصين والمهتمين أحوال الأمراض المعدية المنتشرة في المملكة، بجانب انعقاد 6 ورشة عمل. «عكاظ» التقت عددا من المشاركين في المؤتمر لتسليط الضوء على أوراق العمل المقدمة في هذا اللقاء العلمي. مستجدات «كورونا» بداية تحدث ل«عكاظ» وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور عبدالله مفرح عسيري عن محاضرته التي سيلقيها اليوم، موضحا أنها تدور حول كل ما يتعلق بفيروس «كورونا»، مبينا أن الحالات المصابة التي سجلت في المملكة محدودة، حيث ان الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة للحد من انتشار الفيروس تتماشى مع المعايير العلمية والعالمية. وأشار الى أن هذا الفيروس غالبا ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي من المصابين الى الاصحاء، ولا يوجد علاج نوعي أو لقاح خاص به والعمل مستمر للوصول إلى معلومات أكثر عن هذا الفيروس على كل المستويات العلمية داخل المملكة وعلى مستوى العالم. الأمراض الجنسية ويتطرق مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في المنطقة الغربية الدكتور نزار باهبري، للأمراض المنقولة جنسيا ومنها الهربس وكثرة انتشاره والمشاكل العائلية المترتبة عليه، ومرض السيلان والزهري وخطورة التأخير في علاجهما حيث لوحظ للأسف أن معظم المصابين به من فئة الشباب ولا يتجهون للعلاج ما يترتب عليه مضاعفات كثيرة من أهمها الإصابة بالعقم. وأشار الى تخصيص جلسة نقاش مع المريض المصاب حديثا بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ونقاش مع الشاب والشابة غير المصابين ويرغبون في الارتباط بمريض مصاب بالإيدز عن مدى إمكانية ذلك وهل يسمح به الطبيب. الالتهاب الكبدي (C) ويتحدث الدكتور المعتز هاشم عبده هاشم استاذ مساعد في امراض الجهاز الهضمي وأمراض وزراعة الكبد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، عن فيروس الالتهاب الكبدي (C) والعلاجات الجديدة المتوقع توفيرها خلال الاعوام المقبلة، مبينا ان التهاب الكبد الوبائي (C) يعتبر من اكثر الامراض الفيروسية المنتشرة بالعالم، وان هناك حوالى 170 مليون مصاب في العالم، اما في المملكة فإن النسبة تقدر بحوالى 1% من السكان. وأشار الى أن الفيروس الكبدي عبارة عن 6 فصائل مختلفة، وأن اكثر من 80% من الحالات الموجودة في المملكة من النوع الرابع. وخلص الى القول انه في الاعوام الماضية كانت نسبة الشفاء من الكبد الوبائي (C) تتراوح من 40-60%، لكن خلال الاشهر الاخيرة شهدت الساحة الطبية ادوية جديدة معتمدة من هيئة الادوية الامريكية ترفع نسبة الشفاء الى 90%، ويتوقع خلال عام او عامين وجود ادوية حديثة متطورة تغني عن استخدام الإبر باذن الله وتحقق الشفاء. حمى الضنك وتتناول استشارية طب الأسرة والمجتمع والمسؤولة عن برنامج حمى الضنك في صحة جدة الدكتورة نعيمة اكبر في محاضرتها مستجدات حمى الضنك، وأوضحت ان مرض الضنك ما زال مستوطنا، وان الفترة الحالية هي فترة نشاطه وتواجده بكثرة، وخصوصا شهر مايو المقبل حيث من المتوقع ان تسجل اعداد اصابات اكثر خلال مايو، حيث اوضحت الدراسات ان معدل انتشاره تكون خلال الثلاثة الشهور المقبلة، فيما تقل حدته في يونيو. وأرجعت اسباب زيادة نشاط البعوض المسبب للضنك خلال الشهور الثلاثة الى عامل الطقس والرطوبة، حيث ان البعوض يتكاثر ويتواجد بكثرة في الأجواء المعتدلة، مبينة ان هذا العام شهد معدلات اقل في الاصابة عن العام الماضي. وعن استيطان الفيروس في جدة وعدم التخلص نهائيا من المشكلة قالت: هناك جانبان مهمان في هذا الإطار الأول يتركز على مشاريع طويلة الأجل المتمثلة في البنى التحتية ومعالجة الكثير من القضايا ومنها الصرف الصحي، ايصال شبكة المياه، العمائر تحت الإنشاء، والعشوائيات، وخدمات النظافة، فكل هذه الطروحات التي ما زالت تحت قيد المعالجات ستحد من مشاكل الضنك فور الانتهاء منها، كما يشكل تساهل بعض الاهالي غير الناطقين بالعربية مع برامج التوعية عاملا في التعرض للمرض، بجانب عامل الطقس والتغير المناخي الذي لا يمكن التحكم فيه. وأكدت ان الجانب الآخر يركز على مشاريع قصيرة الأجل وتتضمن التشخيص المبكر للحالات والتوعية الصحية وجهود الأمانة والصحة في الاستقصاء الوبائي بجانب تحفيز مشاركة افراد المجتمع في البرامج التوعوية بجانب مشروع تعاون وطموح مع مجالس الأحياء وايضا مشاركة متطوعين في توعية افراد المجتمع بحمى الضنك، والتعاون مع عمد الأحياء التي تكثر فيها الإصابات، ايضا هناك زيارات ميدانية من الفرق التوعوية لمدارس الطلاب والطالبات، وللمنازل وذلك من خلال تقسيم الفريق على مربعات الحي، وكل مثقف يقوم بتوعية 15 منزلا ويتم تدوين أي بؤر يتم معاينتها وارسالها بتقرير الى امانة جدة للقيام بأعمال المكافحة والرش مع استهداف المحلات التجارية والمجمعات الكبيرة داخل الحي، وايضا المساجد حيث يتم التنسيق المسبق مع أمام المسجد وذلك لإلقاء محاضرة بعد الفراغ من صلاة المغرب وتثقيف المصلين عند الخروج من المسجد وتوزيع مواد التوعية على المصلين والبوسترات والرول لاب على مداخل ومخارج المسجد. علاج الإيدز ويتناول استشاري الأمراض المعدية والإيدز في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة والاستاذ المساعد في جامعة أم القرى الدكتور غسان يوسف ولي في محاضرته اهم التطورات الحالية للإيدز، والتطور الحاصل في علاج مرضى الايدز المصابين بالكبد الوبائي (C) حيث ستستخدم ادوية جديدة تقضي على فيروس الكبد تماما، كما تتطرق المحاضرة الى استخدام ادوية الايدز لأشخاص غير مصابين وذلك لمنع انتقاله اليهم ويعتبر ذلك حدثا جديدا على الساحة الطبية، وأيضا تتطرق المحاضرة الى بداية الامل في اكتشاف علاج يقضي على فيروس الايدز تماما ويؤدي الى شفاء المريض، مبينا ان الجديد هو ظهور أدوية حديثة فعالة جدا ضد الفيروس تتميز بعدم وجود أعراض جانبية كثيرة كالأدوية القديمة، وكذلك انخفاض عدد الحبوب التي يأخذها المريض الى حبة واحدة فقط. الدكتور ولي اكد ان هذا التطور يعد سبقا كبيرا في علاج المرض حيث إنه من أسوأ الأشياء التي تقابل الطبيب المعالج عدم انتظام المريض على علاجه حيث يشكو غالبية المصابين من عدد الحبوب التي يتم تناولها، أما الآن فأصبحت عملية أخذ العلاج ميسرة جدا بوجود حبة واحدة فقط، مع التنويه الى ان جميع الأدوية المتوفرة تعمل بشكل فعال على الفيروس فتقوم بخفض كميته في الدم وفي الخلايا بشكل كبير جدا مما يعطي الفرصة للخلايا المناعية باستعادة قوتها وارتفاع عددها إلى مستوى قريب من الشخص غير المصاب. مكافحة البكتريا وتتحدث استشارية الأمراض المعدية بمجمع الملك فهد بالرياض الدكتورة مشيرة عناني في محاضرتها عن البكتريا الخارقة التي تسبب مضاعفات كبيرة للمرضى المصابين وطرق مواجهتها في داخل المنشآت الصحية.