يتحدث الناس في الجلسات واللقاءات الخاصة عن مرض نقص المناعة المكتسبة «الأيدز» بشيء من الخوف والحذر دون أن يلقوا بالا لعدد من الفيروسات التي يصاب بها آلاف البشر يوميا، ودون أن يشعروا بتفشيها بكثرة بينهم، وتكمن خطورتها بأنها فيروسات خاملة أي لا يشعرون بأعراضها، ومن أهمها فيروسات الكبد الوبائي A.B.C، حيث قد يكون المريض مصابا بأحد هذه الفيروسات الثلاثة ويكتشف ذلك عن طريق المصادفة في تحليل عابر. ومن الواجب على المرء أن يكون لديه الحد الأدنى من الوعي والإدراك حتى يجيد التعامل مع أمراض الكبد التي قد تنشط من مرحلة الخمول وتصل في المراحل المتطورة من المرض إلى تليف كبدي أو سرطان. ويعتبر أحد أبرز مسببات فيروس الكبدي C الذي يتفشى بصورة كبيرة في دول العالم عن طريق نقل الدم أو الحقن عن طريق الإبر الملوثة وغير المعقمة أو استخدام الشخص لبعض الأجهزة التي تحتوي على دم المرضى أو بعض منتجات الدم عن طريق نقل الأعضاء، وعن طريق أدوات الوشم أو عيادات الأسنان. وتكمن خطورة المرض في أنه صامت، أي لا تظهر له أعراض مرضية مباشرة، ولا يتفاعل معه المريض إلا في المرحلة المزمنة من المرض، وهو أكثر انتشارا من الأيدز، حيث أشارت بعض الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنه يصيب أكثر من 170 مليون شخص في العالم، و80 % من المرضى يتطور معهم المرض إلى الالتهاب المزمن، فيما يبلغ عدد الذين يفتك بهم المرض سنويا أكثر من عشرة آلاف مريض سنويا. وبالنسبة للمتزوجين فالأمر مطمئن نوعا ما فهو لا ينتقل عن طريق العلاقة الزوجية إلا في حالات نادرة، وغير معد بين أفراد الأسرة الواحدة بشرط ألا يستعملوا نفس الفرشاة أو الأمواس. وهذا الفيروس عكس فيروسي B.C لأنه ينتقل عن طريق الطعام والشراب الملوث، وملامسة الفضلات أو أكل الخضراوات الملوثة، وعن طريق علاقة مع مصاب بالمرض أو السفر إلى منطقة موبوءة، وهو شديد العدوى، وهذا الفيروس بالذات يعتمد على النظافة الشخصية للفرد وحرصه على سلامته، ويظهر على الأطفال على هيئة صفار، والكبار قد لا تظهر عليهم الأعراض وفي أكثر من 80 % من الحالات تمر الإصابة على شكل نزلة إنفلونزا حادة «حمى وقشعريرة»، ولا يعرف المصاب بإصابته بالتهاب الكبد، هو ليس بخطورة القسمين الآخرين، ولا يحتاج المصاب به إلى علاج ويتم الشفاء من خلال مناعة الجسم الذاتية خلال فترة أسابيع قليلة. ينتقل الفيروس B عن طريق أمواس الحلاقة الملوثة والعلاقات الجنسية، وكذلك عن طريق الحقن ونقل الدم أو سوائل جسم شخص مصاب، وهذا الفيروس يتطور ليصيب الكبد في أسوأ حالاته بالتليف والسرطان وفي مرحلة من المراحل يحتاج المريض إلى زراعة كبد من متبرع، ودائما ما يُنصح العاملون في القطاع الصحي بأخذ إبر وقاية من الفيروس. وكثير من الحاملين للفيروس هم مصدر للعدوى في الوسط المحيط حولهم، ويمكن أن يتعرض أحدنا للفيروس دون الشعور بالأعراض، التي تظهر بقوة في الحالات المزمنة مثل الصفار، غثيان، تعب عام ونقص في الوزن، ويجب على المريض في هذه الفترة الالتزام بالنصائح الطبية، وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن هناك 350 مليون مصاب حول العالم، ويسبب 620 ألف حالة وفاة سنويا. وبالنسبة للشفاء من المرض فلا يوجد علاج ناجع ونهائي لفيروسات الكبد الوبائي، ولكن عادة ما يستخدم المرضى إبر ال»إنترفيرون»، وهي تحفز جهاز المناعة على مقاومة المرض، وفي الحالات المتقدمة لا تنفع هذه الإبر، أيضا تستخدم حبوب «الريبرافين» عند التأكد المخبري أنها ستكون مفيدة وتقدم حلولا مساعدة للمريض. وينصح المريض بألا يتناول الأكلات التي تحتوي على الدهون في حالة إصابته بأحد فيروسات الكبد، وعليه التركيز على المواد السكرية، والتوقف عن بعض العادات السلبية مثل التدخين وشرب الكحول .