أبقت بلدية العقيق طريق قرى الجذي والسليم مكشوطا بلا سفلتة، لعدة شهور، ليتجرع الأهالي مرارة ومعاناة المرور يوميا على طريق يتصاعد منه الغبار. لكن المخاوف تزايدت في وقت بات الغبار يؤثر على حركة السيارات، فلا يستطيع أحد الرؤية ما تسبب في الكثير من الحوادث التي أرهقت الكثيرين. وتعجب الأهالي من إهمال البلدية للسفلتة على الرغم من كشط السفلتة القديمة، من أجل الصيانة، مشيرين إلى أنه إذا كانت هناك نية بعدم السفلتة كان بالأحرى بالبلدية أن ترجئ عمليات الكشط للحفاظ على أرواح العابرين. ويعتبر هلال عائض الغامدي الطريق حاليا مشابها لما كان عليه قبل عشرين عاما في ظل المعاناة مع الغبار والمطبات، وقال: هذا الطريق يسلكه كبار السن وطلاب المدارس، وفيه خطورة على الجميع وخاصة في فترة الصباح، فمرور سيارة واحدة كاف لتعكير الأجواء وعدم الرؤية للطريق ما يتسبب في حوادث لا تحمد عقباها. ويروي صالح محمد الرفاعي، تفاصيل ما حدث لابنه من حادث مروري على الطريق، بسبب الغبار المتطاير والمطبات التي تشكل خطورة بالغة على الجميع، مبديا استغرابه من بالتلاعب بأرواح الناس، خاصة أنهم تقدموا بشكوى على رئيس البلدية، وأفادهم بأن السفلتة ستدرج ضمن ميزانية العام القادم، لكن التأخير على هذا النحو يتسبب في كوارث يروح ضحاياها الكثير من أبناء المنطقة، فلماذا تم كشط السفلتة، وكان في الإمكان تأجيلها إلى وقت لاحق لحين الاعتماد بدلا من إرهاق الأهالي على هذا النحو. وأوضح مشرع صنيدح أنه من أهالي السليم التي تلي قرية الجذي بعد وادي معوض، حيث خصصت لهم خمسة كيلومترات سفلتة والتي يطالبون بها منذ سنوات، وقال: طلبوا منا التنازل عن ثلاثة كيلومترات منها، والسفلتة في الحال، وقال: وافق بعض الأهالي، ليتم تسليم الموقع للمقاول الذي أوشك أن يبدأ التنفيذ، لكننا اعترضنا على تقليص المسافة المعتمدة للقرية، بل شكونا من وافقوا على ذلك، وطالبنا بسرعة تنفيذ السفلتة لكامل المسافة المخصصة لنا. وأشار عبدالله محمد الحمر مدير مدرسة الجذي والسليم الى أن مطالبات السفلتة للطريق قديمة منذ أكثر من 19 عاما، وقال: الشارع كان عرضه 5 أمتار، وبه منعطفات شديدة وخطيرة حسب طبيعة الأرض، وأصبح الآن واسعا ومختصرا، ولكن كيف يتم تقسيم المشروع إلى كشط ودفن وتسوية، فيما السفلتة في مشروع آخر، الأمر الذي تسبب في تأخير السفلتة، ونجم عن ذلك عدة حوادث، وسيارات الطلاب والطالبات تتعرض يوميا للكثير من المخاطر، ويجب تدخل البلدية. وفيما لم يتجاوب رئيس بلدية العقيق المهندس علي الزهراني مع اتصالات «عكاظ» للاستفسار عن الموقف، رفض أيضا التعليق خلال زيارته في مكتبه، مكتفيا بالتأكيد على أنه ليس له صلاحية التعليق أو الإجابة على أي تساؤلات إلا بالرجوع ومخاطبة أمانة المنطقة، والرد عليه، ليتسنى له الإجابة بشكل رسمي. وبادرت «عكاظ» بالتواصل مع أمانة منطقة الباحة، التي بدورها تجاوبت سريعا بالموافقة لرئيس البلدية، إلا أن «عكاظ» لم تتلق الرد لأكثر من شهرين.