ما زال مدخل الحرازات شرقي جدة يكتم أنفاس السكان نظرا لأن المياه الجوفية حولت المدخل إلى حفر ومطبات مزمنة، تمنع دخول السيارات الصغيرة إلى الحي، وحتى في حالة دخولها فالمطبات تؤدي إلى قصر عمرها الافتراضي. وأجمع عدد من سكان الحي على أنهم ينتظرون على أحر من الجمر إصلاح المدخل وتجفيف المياه الجوفية التي أصبحت سمة وعلامة للحي، لافتين في الوقت نفسه إلى أن المدخل يخدم نحو 03 ألف نسمة من سكان الأحياء الشرقية، مؤكدين أن المدخل كان يحظى بسفلتة تسمح للسيارات بالعبور دون عناء حتى داهمته سيول جدة وحولته إلى طريق متعرج مليء بالحفر، يضطر من يريد تجاوزه أن يمشي الهوينا خوفا على مركبته، ليستغرق تجاوز ما يقارب الكيلومتر فترة لا تقل عن ربع ساعة بعد أن كانت عدة ثوان تكفي لإنهاء المهمة. منذ أن تضرر الخط بالسيول قبل أربعة أعوام طالب الأهالي بسفلتته وسط تجاهل الأمانة التي تركته فترة طويلة ثم قررت أن تعيد سفلتته ولكن للأسف أن سوء التنفيذ جعل ذاك الأسفلت لا يصمد أكثر من شهرين أمام إطارات السيارات. وبعد فترة انتظار أخرى عادت الأمانة للسفلتة من جديد ولكن هذه المرة حرصت على وضع كميات هائلة من الصخور والحجارة لكي يتماسك الطريق إلا أنه عاد لسابق عهده من المطبات والحفر وسط تأكيدات من السكان أن هناك نهرا يجري تحت الأسفلت يمنع من بقائه على قيد الحياة. وفي هذا السياق، أوضح أيوب الغامدي أحد سكان الحرازات والمهتمين بمتابعة المشاريع المتعثرة للحي ل«عكاظ»: تعبنا من كثر البرقيات التي نرفعها من حين لآخر للجهات الخدمية ذات العلاقة، فقد مللنا من سوء الطريق وخطورته دون أن تحرك تلك الجهات ساكنا. ويضيف: تمت سفلتة الطريق مرتين خلال العامين الماضيين ولكن الأسفلت لا يستمر بسبب عدم الجودة ووجود مياه جوفية أسفل الطريق، ومع الوضع الحالي يضطر الأهالي لعكس السير حتى يتفادوا المرور مع المطبات العالية على الطريق رغم خطورة عكس السير وتسببه في حوادث عديدة. ويضيف: الأسبوع الماضي توجهت إلى شركة المياه الوطنية لمناقشة وضع مدخل الحرازات ووضع المياه التي تسببت في تهالك المدخل وقال لي أحد المسؤولين في الشركة إن هناك 18 موقعا تم تحديدها في جدة لمعالجة المياه الجوفية بقيمة 200 مليون ولكن للأسف مدخل الحرازات ليس من ضمنها. من جهته، أوضح أحمد الجامعي أحد سكان الحي بقوله: منذ أن دهمت السيول المدخل ونحن نعاني من مدخل الحرازات الذي تحول إلى طريق بشع ومشبع بالحفر والأتربة ما تسبب في أزمة سير خانقة. ويضيف: كان هناك طريق مختصر تحول إليه الأهالي في بداية الأمر ولكن مع تحديد موقع السد الخاص بوادي قوس هنالك تم إغلاق الطريق وعدنا من جديد لمواصلة المعاناة في هذا الطريق الذي تسبب في «تطفيش» الأهالي. ويبدي سلطان المحياوي استغرابه من تجاهل الأمانة وبالذات بلدية أم السلم المسؤولة عن حي الحرازات ويقول: تقدم إليهم العديد من أهالي الحي مطالبين بوضع حل لهذه المأساة ولم يتجاوبوا إلا بعد فترة طويلة ولكن أسفلتهم لم يصمد للأسف وهذا يؤكد سوء التنفيذ للأسف. ويعلق عابد البقيلي قائلا «أصبحنا نحسب حساب الربع ساعة خلال دخولنا أو خروجنا من حي الحرازات بسبب وعورة المدخل ولو كان هذا المشروع في شمال جدة لما نفذ بطريقة سيئة منذ مشكلة السيل الأولى، ولوجدنا مسؤولي الأمانة يسحبون المشروع من المقاول المتقاعس، ولكن هنا في الحرازات الوضع يختلف كثيرا». شفط المياه مصدر مطلع في أمانة جدة أوضح أن هناك مشروعا لسفلتة الطريق المعني ضمن مشروع سفلتة المناطق العفوية، مشيرا إلى أنه يتم حاليا التنسيق مع بعض الجهات المعنية لوضع آلية لنزح المياه الجوفية التي تسببت في فشل مشاريع السفلتة.