كل شيء للبيع يبدو أنها تتحقق في حراج الصواريخ، في كل زواياه، ومحاله وحتى شوارعه الفسيحة. تكاد لا تفكر في شيء إلا وتجده من الإبرة إلى فساتين الأفراح، والحديد والخشب والمسامير، وحتى الكراتين والعلب الفارغة لها ثمن في هذا الموقع. وأجمع عدد من رواد هذا السوق أنه بالرغم من النشر المستمر عن واحد من أشهر الأسواق في المملكة، وتسليط الضوء على سلبياته المتعددة، والتحذير من مخاطر الأدوات منتهية الصلاحية أو القابلة للاشتعال أو الفاسدة والتي تباع علنا فيه، إلا أن الحديث عن زوال تلك الحالات المستمرة أصبح أمرا في غاية الصعوبة. إبراهيم زوبعي (أحد العاملين في حراج الصواريخ) أوضح أن الحراج مصدر رزق لكثير من الناس، ولا يمكن التنبؤ بمحتوياته، أو مصادر البضائع المتوفرة فيه، ومع أن الشكوك تثور حول الأدوات والبضائع المعروضة إلا أن الإقبال عليها متزايد لدى فئة كبيرة من الزبائن. وأضاف الزوبعي أن حراج الصواريخ تكونت منه عدة حراجات، فحراج للملابس وحراج للأدوات الكهربائية وحراج للأدوات المستعملة وحراج للأثاث، وغير ذلك من الفروع المتزايدة كل يوم. ولم يخف زوبعي معلومة أن بعض السلع منتهية الصلاحية تباع بمبالغ زهيدة في حراج الصواريخ، بعد أن يأتي بها اصحاب المستودعات للحراج عند قرب انتهائها وبيعها بأقل من نصف المبلغ، ومن ثم تقوم الأفريقيات الفقيرات بعرضها وبيعها بعد انتهاء صلاحيتها بعلم الزبون. محمد عمر أوضح أن الحراج فيه مستودعات كبيرة تبيع أشياء لا يتصورها العقل، كالأثاث المنتهي، والأحذية غير الصالحة، والحديد والخشب، والأدوات الصحية المكسرة، والتلفزيونات المدمرة، والأسلاك القديمة. وأضاف «لا أعلم لماذا يشتري الزبون تلك الأشياء غير المفيدة»، لافتا إلى أن هناك عمالا يعيدون تصنيع السلع المعمرة وبيعها بأسعار مرتفعة. وأضاف أن الأفريقيات وجدن بيئة خصبة لممارسة بيع الأدوات القديمة وتجميع العلب الفارغة والتسول والنوم في المستودعات. وأفاد أنه وبالرغم من محاولة معالجة السوق الشهير وترميم ما يمكن ترميمه إلا أن الوضع فيه يحتاج لبتر تام، وتضييق الخناق على المخالفين، وتكثيف الرقابة فيه، وترحيل المخالفين لنظام العمل والإقامة. وتساءل عمر مجرشي عن سر غياب الرقابة في السوق الشهير، وهل هم على علم بأن فيه مجمعا يبيع الطيور كل يوم جمعة في غير المحلات الرسمية الحاصلة على رخصة من أمانة محافظة جدة، وهل يسمح للمحرجين برفع أصواتهم عبر مكبرات الصوت وعرض بضاعة يقول عنها أغلب الزبائن إنها «مضروبة»، لأن المحرج يوهمك بأن السلعة فاخرة فتكتشف بعد ذلك أنها أقل بكثير مما حرج عليه. وفي موازاة ذلك، أوضح الناطق الاعلامي بأمانة محافظة جدة المهندس عبدالعزيز الغامدي أن هناك خطة مجدولة للقضاء على العشوائيات في حراج الصواريخ، وأن السوق فيه عدد كبير من المحلات النظامية، والخطة تفيد بأن حراج الصواريخ بالكامل سيصبح نظاميا. وأفاد بأن المحال غير المرخص لها والبسطات العشوائية تحصل على مخالفة وإنذار، وإذا تكررت المخالفة فإن المحلات تغلق.