يعاني سوق الصواريخ جنوبجدة من تكاثر أعداد العمالة المخالفة لنظام العمل، والتي تمارس بيع الأغذية المنتهية الصلاحية، وحافزها في ذلك رخص الأسعار مقارنة بسعرها الأصلي قبل تاريخ انتهاء صلاحيتها، والذي تباع به في الأسواق. «المدينة» قامت بجولة ميدانية في السوق الشعبي.. وكشفت على أرض الواقع تواريخ بعض السلع المنتهية الصلاحية، منذ فترة طويلة تصل إلى عامين، والبعض الآخر منتهي الصلاحية منذ فترات قريبة، وهناك سلع بقي في تاريخ صلاحيتها أسبوع، أو اثنان على أكثر تقدير. وأمام هذه الأغذية لا ضير أن تجد إقبالًا من بعض الزبائن خاصة من «ذوي الدخل المحدود» سواء من المواطنين أو المقيمين، والذين يشترون ما تحتويه تلك البسطات من أطعمة ومنتجات تغير لونها مع مرور الزمن. وعلى الرغم من كثرة أعداد البسطات التي يفترشها قليل من الشباب وكثير من المقيمين «المخالفين» أمِنت الرقابة التي غابت عنهم، أو غضّت الطرف عن ممارستهم للبيع غير النظامي -حسب قول عدد من الباعة أنفسهم-. رخص الأسعار يقول المواطن إبراهيم قاسم: رخص الأسعار أغراني للشراء من هذه البسطات، مشيرًا إلى أن علبة حليب الأطفال تُباع في البقالة ب 52 ريالاً، بينما في البسطة اشتريها ب12 ريالاً فقط، لافتًا إلى أن عدد أسرته الكبير والذي يصل إلى 12 فردًا أسهم في هذا الاتجاه، معللاً أن تاريخ انتهاء الصلاحية يبقى عليه القليل، ولم تنته ويمكن ان يتم استخدامها بأقل المخاطر الصحية. مخاطر صحية ويقول خالد زيني: الإقبال على شراء واستخدام هذه المواد الغذائية المنتهية الصلاحية تحفه الكثير من المخاطر الصحية، مطالبًا بأن يتم تكثيف الجولات التفتيشية على مثل هذه المواقع التي تروّج لأغذية منتهية الصلاحية. احتياجات الأطفال محسن عبدالرحمن، يقول: البسطات العشوائية المنتشرة في سوق الصواريخ تتضمن العديد من أنواع الحلويات الخاصة بالاطفال، مشيرًا إلى أن أسعار الحلويات في السوبر ماركت مرتفعة جدًّا، ولا يمكن تأمينه للأطفال، ومن خلال تلك البسطات، وبالأسعار المتداولة يمكن ذلك، وبأعداد كبيرة تبث الفرحة في نفوسهم، ولمّح إلى أن مخاطرها قليلة، ويمكن التغاضي عنها. دعونا نعمل وانتقد أحد أصحاب تلك البسطات ما نقوم به من عمل صحفي بقوله «لا تصوّر»!! نحن نريد أن نعمل ونكسب رزقنا. وقال البائع المجاور له: ان تلك البضائع يأتون بها من «مرتجعات» المستودعات الكبيرة، التي تقوم بتوريد المواد الغذائية لأكبر المحلات، وبسبب تدني التكلفة المالية يتم شراؤها بربع السعر الحقيقي، لافتًا إلى أن عملية اتلافها بالطرق العلمية يكلف تلك المستودعات مبالغ كبيرة، وبالتالي يتم بيعها من الباطن. طب الأسرة من جانبها أوضحت استشارية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة سماح محروس، أن تناول الأغذية منتهية الصلاحية له أضرار كبيرة على جسم الإنسان، حيث إنها تعد أغذية فاسدة، وغير صالحة للاستخدام الآدمي. وأوضحت الدكتورة سماح، أن تناول هذه المواد قد ينتج عنها أضرار جسيمة مثل النزلات المعوية، وأحيانًا التسمم ممّا يؤدّي إلى الوفاة، لذا يجب التأكد من سلامة الأغذية المحفوظة، وذلك بالنظر إلى تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية. لجان مشتركة للمراقبة من جهته أوضح المستشار الإعلامي في أمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن ملاحقة أصحاب البسطات العشوائية الذين يبيعون الأغذية الفاسدة ليس من اختصاص أمانة جدة وحدها، ولكن هناك لجنة مشكّلة من الأمانة والشرطة والجوازات والجهات ذات العلاقة. وأضاف الدكتور عبدالعزيز النهاري، أن الجهات ذات العلاقة تقوم بملاحقة هذه الفئات عبر حملات تقوم بها بين الفترة والأخرى، وفي حالة القبض عليهم يتم بحقهم اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة وفق الأنظمة واللوائح المعمول بها.