تذمر عدد من التشكيليين والتشكيليات في منطقة عسير مما وصفوه بالإهمال الواضح في قرية المفاتحة التشكيلية في أبها، بعد أن كانت في الماضي القريب أحد أهم مراكز الإشعاع الفني وإقامة الورش التشكيلية والندوات الفنية التي ميزت أبها عن غيرها، وأوجدت حراكا ثقافيا تشكيليا تجاوز عددا من المناطق والمحافظات في المملكة.. «عكاظ» في زيارة للقرية رصدت العديد من التجاوزات، من أهمها تكدس الأعمال، وإغلاق المراسم، وغياب تام للعاملين بالمفتاحة، وحتى من الفنانين، واستطلعت آراء بعض الفنانين والفنانات: المفتاحة تحتضر.. بتلك العبارة وصفت الفنانة التشكيلية ختمة السهل الوضع الراهن لقرية المفتاحة التشكيلية بأبها، حيث اعتبرت السهل وعدد من الفنانين أن قرية المفتاحة تحتضر، وأنها بحاجة إلى إنعاش، منتقدين إغلاق مراسمها وغياب النشاط الفني بها، وقالت السهل «للأسف لم ألق أي دعم أو تشجيع رغم أني كنت أتواجد على مدى خمس أو ست سنوات بشكل يومي، وأحضر من الخميس إلى أبها صيفا وشتاء وكأنه دوام رسمي، ولكن منذ ثلاث سنوات أقفلت المراسم، وفي المناسبات نسمع تصريحات من المعنيين بأن الفنانات لا تواجد لهن، وتكون الجوائز والمكافآت والدعم لمن هن خارج المناطق ولم يعرفن من المفتاحة إلا من اسمها». وأضافت «لم تنجح قرية المفتاحة في تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله بدعم الفنانين واحتوائهم، المفتاحة تحتضر وإن لم ينعشها من يحبها ويسعى لأجلها، فقط نريد الإخلاص وفتح الأبواب التي أقفلت دوننا. المفتاحة تحتاج للإخلاص وللدعم من الجهات المعنية وتحتاج لمرسم دائم يومي خاص بالفنانات، لا نريد مرسما مؤقتا أو يفتح في المناسبات أو للضيوف، نريد معرضا دائما لأعمالنا، ولا يوجد مكان يحتوي الفنانات ويلبي احتياجاتهن، وسبق أن أرسلت عدة رسائل للمسؤول بأنه لا بد من تهيئة المكان بالمفتاحة للفنانات، وأن يكون بعيدا عن مراسم الفنانين، وأن يتضمن على تهوية وإضاءة جيدة، ولكن بقي الحال كما هو عليه». واعتبر الفنان التشكيلي إبراهيم الألمعي أن «وضع قرية المفتاحة سيئ جدا، حيث أنها أصبحت مهجورة وغاب النشاط الفني بها»، موضحا أن «الهدف المنشود من إقامة قرية المفتاحة التشكيلية، وهو احتواء الفنانين ودعمهم، لم يتحقق»، متسائلا: كيف يتحقق ذلك ومدير القرية لا نشاهده وربما غير مهتم بهذا المكان ولم يجتمع بالفنانين منذ 9 سنوات، والمراسم التي وضعت للفنانين وعددها 12 مرسما، أربعة منها فقط مفتوحة، ويوجد في كل مرسم ثلاثة أو أربعة فنانين، وتم إعطاء جمعية الثقافة والفنون مرسمين حولوهما مكاتب لهم بالرغم من وجود مبنى خاص لهم بتكلفة مليون ريال، وتلك المكاتب مقفلة غير مستخدمة من قبلهم، وهذا يعتبر تضييقا على الفنانين وإشغار المراسم كي لا يستفيدوا منها، بالرغم من أن تلك المراسم وجدت من أجلنا كفنانين، ولكن لا نستفيد منها». وأشار إلى أن «القرية أصبحت مهملة من قبل الزوار والمصطافين والضيوف القادمين من دول أجنبية، حيث يستفسرون عن هذا الإهمال بها، ولماذا هي مقفلة ولا يوجد فنانون بها، مع العلم أن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أمر بفتح المراسم ووضع آلية لها وللفنانين، ولكن هذا الأمر لم ينفذ من قبل إدارة القرية». وأضاف الألمعي «المراسم مزدحمة بالأعمال ومتراكمة فوق بعضها، ما يؤثر علينا كفنانين وعلى أجوائنا بالرسم، حيث أن أحد الفنانين اضطر إلى الخروج للرسم خارج المرسم لعدم وجود مكان له بيننا، كما أن تراكم الأعمال بالمراسم أضر بأعمالنا وتسبب لنا بالخسائر المادية؛ لأننا نستخدم مواد جيدة وغالية، وأيضا زوار قرية المفتاحة من السياح وحتى أهالي المنطقة يصدمون حال دخولهم للقرية، ويتساءلون دائما عن سبب إقفال المراسم بها وعن غياب الأنشطة بها، نطالب بإيجاد إدارة جديدة تعيد الحياة للقرية وتفتح المراسم أمام الفنانين وتعيد للمفتاحة رونقها ونشاطها الذي فقدته منذ سنين، ونطالب المعنيين بالالتفات لمعاناة الفنانين بالمفتاحة وإيجاد حلول عاجلة». من جانبه، أكد الفنان التشكيلي ملفي الشهري أن قرية المفتاحة أصبحت مهمشة والسبب مجهول، معتبرا أن التقصير بالمفتاحة من جانبين، الأول من جانب الإدارة وعدم التحرك بخطى واضحة لإنعاش هذا الصرح، والجانب الثاني من قبل الفنانين أنفسهم لهروبهم منها وتركها وبقائهم في مراسمهم الخاصة، موضحا أنه لو وجد الفنانون لوجد الدعم ولأصبح حال إدارتها أفضل مما هي عليه الآن. وأضاف: نريد كفنانين تشكيليين بعسير أن تعود الحياة إلى المفتاحة من جديد، وأن تبقى صرحا شامخا لمخرجات الفن والفنانين، وأحب أن أنوه إلى أنه في السنوات الأخيرة كلما أتت مجموعة لإنقاذ ما تبقى من في القرية يقابلون بعاصفة من الأعذار والتهميش والتخريب وغيرها من أعمال لكي يبتعد الفن عن هذا المكان الجميل. «عكاظ» قامت بإرسال عدد من الاستفسارات حول قرية المفتاحة لمدير مركز الملك فهد الثقافي بقرية المفتاحة الفنان التشكيلي عبدالله شاهر، لكنه لم يجب على استفساراتها.