خلع الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة «مشلحه».. ورفع «غترته».. واتخذ مقعده راسما البسمة على «ثغره».. مجسدا روح التواضع والبساطة عاكسا مفتاح شخصيته المميزة بالحرص والقرب والخلق الجم.. ليؤكد لحضور مجلسه رغبته في حوار مفتوح متسم بالوضوح والشفافية والصراحة والموضوعية.. بعيدا عن مقتضى «الرسميات» و «البروتوكولات» التي كثيرا ما تشكل حواجز تحجب مضامين الحوار الصادق المأمول. جاء ذلك في لقاء الأمير الكريم مع عدد من كبار وجهاء مجتمع منطقة مكةالمكرمة ولفيف من الإعلاميين والمفكرين والمثقفين من الذكور والإناث.. في الاجتماع الذي عقده سموه في «المختصر».. كناية عن مجلس محدود نسبيا في قصر المؤتمرات بجدة مؤخرا. ولقد استهل سموه اللقاء مؤكدا حرصه على الاستماع لآراء الحضور وتلمس تطلعات المجتمع من خلالهم.. منوها بالدور الحيوي الهام الذي يلعبه الإعلام في التنمية الوطنية إجمالا والتنمية الشاملة في منطقة مكةالمكرمة على وجه الخصوص. وأكد سموه على أن منطقة مكةالمكرمة.. هي منطقة حضارية كبرى لها أهميتها الخاصة لجميع المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة.. وليس فقط لسكان المملكة.. وهي واجهة هامة للمملكة العربية السعودية يفد من خلالها الملايين إلى هذه البلاد المباركة سنويا. موضحا حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصيا ومتابعته المستمرة للمشاريع التطويرية في المنطقة واهتمامه الخاص بها. ولقد تبدت واقعية الأمير من خلال إشارته بأنه لازال في مرحلة التعرف على أوضاع المنطقة ومشاريعها ومختلف قضاياها. وقدم الأمير نموذجا مضيئا لتعامل المسؤول مع الدور الحيوي للمرأة في مسيرة البناء والنماء.. باعتبارها تمثل نصف المجتمع.. مثمنا دورها في برامج التنمية في المنطقة على وجه الخصوص. ولقد كانت المرأة حاضرة في اللقاء الرسمي من خلال كلمة الأستاذة آسيا آل الشيخ التي ألقتها ضمن مراسم الحفل الرسمي.. كما كانت المرأة حاضرة في اللقاء المختصر من خلال نخبة من سيدات الأعمال والإعلام.. حضرن اللقاء وشاركن بآرائهن النيرة. تقبل الأمير الشاب في اللقاء بصدر رحب وبروح عالية واهتمام كبير سيلا من الأسئلة التي تتالت عليه في حوار امتد حتى ساعات الصباح الأولى.. مؤكدا بلغة الكبار أنه يريد أن يستمع ولازال يتعلم.. في ذات الوقت الذي اتضح فيه إلمامه بالكثير من قضايا المنطقة.. رغم قصر الفترة التي تولى فيها إمارة المنطقة. تناول اللقاء شتى قضايا المنطقة من خدمات الحرم المكي الشريف وتطوير العشوائيات إلى الخدمات الصحية مرورا بدور الإعلام والمرأة والقطاع الخاص.. إلى الحفاظ على الآثار النبوية والإسلامية القيمة في مكةالمكرمة.. إلى مشاريع المنطقة.. وانتهاء بقضايا البطالة والجاليات والمقيمين وغيرها. وفي ختام اللقاء خرج الحضور وعلامات الاستبشار مرتسمة على محياهم.. وهم يلمحون بريق الأمل في عيون الأمير نحو مستقبل مشرق بالنماء حافل بالبناء والعطاء في المنطقة العزيزة على قلوب الجميع.. رغم الصعوبات والعقبات والتعقيدات التي تعتمل في أتون تطورات أكبر مناطق المملكة سكانا وأكثرها أهمية بوجود الرحاب الطاهرة.. أطهر بقاع الكون الفسيح. ولاريب في أن الوقت يعد مبكرا جدا للتقييم في منطقة بهذا الحجم.. ولم يمضِ على تولي الأمير سوى بضعة شهور.. فعلينا جميعا كسكان للمنطقة العزيزة أن نمنحه الوقت وأن ندعم جهوده ونبارك مساعيه لما فيه خير المنطقة وأهلها. فلقد بدا واضحا حرص الأمير مشعل على تلمس احتياجات أهالي المنطقة والوقوف على قضاياهم والتعرف على تطلعاتهم.. بمنهجية تعتمد اللقاء المباشر والإنصات الموضوعي والتعامل الواقعي.. كما تجلى إخلاصه وحرصه الكبير على تطوير المنطقة ومعالجة مشكلاتها.. ولا أملك ختاما سوى أن أدعو المولى سبحانه وتعالى أن يوفق الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز لقيادة المنطقة لما فيه خيرها وخير أهلها.