فكرت كثيرا في عنوان المقال فكان أصعب من المقال نفسه وفكرته أو المعلومات التي يحتويها. ففكرة المقال نبعت خلال زيارتي السريعة لأمريكا ومدينة بوسطن تحديدا وهي المدينة العلمية والمعروفة للجميع من خلال جامعة هارفارد العريقة. - هذه المدينة العريقة هي معقل للعديد من الفرق الرياضية أيضاً سواء في كرة القدم او السلة او الهوكي او البيسبول. فهي مدينة رياضية عريقة كما هو الحال مع جامعاتها او مراكزها الطبية والعلمية والفنية. - الحديث عنها سيطول بل يحتاج لكتب لكل موضوع عنها بدءا من تاريخها العريق ومعالمها الاثرية مرورا بنهضتها وصروحها المختلفة، فمقال اليوم سيسلط بعضا من القليل من أعجوبة الفكر عندما يلتقي بالإخلاص والتفاني في مجال الاقتصاد الرياضي والاستثمار الحقيقي. - فخلال الزيارة السريعة صادفت مدينة متكاملة تبعد عن وسط بوسطن 30 كيلو متر، هي معقل فرق الباتريوتس، والريفيلوشن، وجامعة ماستيشوتس. فالمدينة تحتوي على جزءين؛ الملعب والجزء التجاري من فندق، ومحلات تجارية وسينما واستديو تم بناؤه خصيصا لشبكة سي بي اس. - هذا الملعب مر على قصص وتحديات كبيرة حتى تم الانتهاء من بنائه في العام 2002م، بعد ان كان المقترح بناؤه في بوسطن نفسها ورفض سكان المنطقة وكان قاب قوسين او أدنى من هارتفورد بالولاية المجاورة كونيتكت وبتكفل كامل من الولاية من خلال الضرائب و السندات الحكومية وتم الرفض في آخر الماراثون من سكان المدينة وبعض الإجراءات الرسمية. - تدخل حاكم مدينة فوكس-بورو بولاية ماستيشوتس وهي التي تبعد نصف ساعة عن وسط بوسطن وعرض العديد من التسهيلات لمالك الباتريوتس الحالي «كرافت» وهو صاحب الشركة الغدائية المعروفة والذي كان يعي بأن لا حل لديون الفريق الا من خلال زيادة السعة الاستيعابية الى 68 ألفا وعدد 87 مقصورة خاصة، فقام ببنائه من جيبه الخاص بمبلغ قارب المليار ريال ونصف ونفس المبلغ للجزء التجاري. - ولم يتوقف الحال على ذلك بل وافق على تجديد العقد الاستثماري مع شركة «جيليت» والتي تم شراؤها من قبل المنافس بروكتر اند جامبل وتم تمديده للعام 2031م بعقد سنوي يقارب 30 مليون ريال، والملعب بالكامل مباعة تذاكره لمباريات الباتريوتس منذ بنائه للآن! - والملعب مخصص للعديد من الفعاليات والأنشطة فكما أسلفت يحتضن عددا من الفرق لتنويع المصادر والتفكير بعقلانية للوصول لنقطة الربحية وعدم الركون لنشاط واحد، وهذا التفكير مغيب بالكامل عن رجال أعمالنا او القائمين على الرياضة منذ فترة ماضية والمؤمل بأن تجربة استاد الملك عبدالله بجدة تكون البداية الحقيقية لفكر تجاري رياضي يدعم الحركة الرياضية! ما قل ودل: الاعتراف بالخطأ أولى خطوات النجاح. Twitter @firas_t