المقاهي.. ملجأ يحتوي فراغ الشباب

تشهد المقاهي حركة دؤوبة نهاية الأسبوع من قبل الشباب الذين يفضلونها كثيرا كونها المتنفس الوحيد لهم، إذ ينثرون همومهم ويصدحون داخل أركانها بابتساماتهم لساعات الطويلة بحثا عن الترفيه أو التغيير من الروتين اليومي المصحوب بضغط العمل والضغط الأسري..
ذنبنا الوحيد أننا لم نتزوّج
عادل الشهري موظف وأعزب، اعتبر المقاهي هي أنسب الأماكن للشاب العازب مرجعا ذلك إلى عدم توفير أماكن ترفيهية للشباب أسوة بالعائلات والذين لايحتارون في البحث عن مكان يتنزهون فيه، ويقول: «مشكلتنا أن لافتة للعائلات فقط باتت لنا واقعا يوميا لابد أن نتكيف معه لأن المجمعات التجارية والمهرجانات والعديد من الحدائق مخصصة للعائلات ولم يبق سوى الكورنيش أو المقهى فهما ملاذنا الأفضل من التهميش الذي نعانيه في كثير من المدن لدينا، وكأننا من كوكب آخر ولسنا بشرا لديه طاقة وحيوية كامنة تحتاج لإنشاء أندية للشباب وتخصيص أيام للشباب لدخول المجمعات والمولات بدلا من معاقبتنا على عزوبيتنا التي تحتاج إلى استعداد جيد لوأدها وإكمال نصف ديننا».
سواليف وجمعة أصدقاء
يحيى جلمبو القادم إلى جدة من مدينة أبها في دورة عمل ذكر أن الشباب في عروس البحر الأحمر ينعمون بأفضل مكان للترويح عن أنفسهم وهو الكورنيش الذي تفتقده الكثير من المدن السعودية وهو ما ضاعف من معاناة الشباب خاصة في أوقات الإجازات، وبين جلمبو أنه يقسم ليالي السمر التي يقضيها ما بين البحر وبين المقاهي التي يلتقي فيها زملاءه من سكان جدة، ولكنه في الوقت نفسه اعتبر أن هناك شحا في الأماكن التي يرتادها الشباب خاصة أن أغلب المراكز الترفيهية والأندية الرياضية الخاصة تغلق أبوابها منتصف الليل وبعدها تبدأ أسئلة الشباب: أين نذهب؟ وكيف نقضي الساعات المتبقية؟، حينها ليس هناك مناص من ارتياد المقاهي حتى أوقات متأخرة من الليل.
بلوت وبلاي ستيشن
واعتبر عزيز السهيمي المقاهي مكانا يكفي له ولأصدقائه لقضاء أجمل الليالي فيه نظرا لأن وسائل الترفيه يتم إحضارها إلى تلك المقاهي مثل البلايستيشن والبلوت ومشاهدة أفلام الأكشن بعيدا عن روتين المنزل، وأوضح السهيمي أن ما يحدث خلال ممارسة أي لعبة تحد بين الشباب في المقهى يجعل من المقهى مكانا محببا تذهب فيه ساعات الليالي كالثواني، ذاكرا أن عروس البحر فيها أماكن غير المقاهي تصلح لارتياد الشباب لها مثل استراحات الأسماك بشمال جدة، إضافة إلى الكورنيش وأبحر والحمراء كما أن هناك (البر) والذي بات يستقطب عددا كبيرا من الشباب، وألمح السهيمي إلى أن الاجتماع بين الأصدقاء عامل مهم في قضاء أجمل الأوقات في أي مكان مهما كانت محدوديته.