انتقدت الجمعية السعودية لرعاية الطفولة إقدام معلم على ضرب 13 طالبا أظهره مقطع تناقلته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة، لمدة 38 ثانية، يبين المعلم يهدد الطلاب لفظيا، قبل أن ينزل عليهم بعصاه، فيما يسيرون أمامه في صف واحد دون إبداء أي ردة فعل. ويتضح أن المقطع جرى تصويره عن عمد وتقصد، حيث يتداخل مصور المقطع مع حديث المعلم في إحدى المدارس والتي لم يتم حتى الآن التحقق من موقعها أو معلوماتها. وأوضحت الجمعية ل «عكاظ» على لسان رئيسها التأسيسي معتوق الشريف أن على هيئة الإعلام المرئي والمسموع الحد من هذه الأفلام التي تسيء للمملكة والأطفال، لا سيما وأن هذه المخالفات الحقوقية التي يتعرض لها الأطفال تصور وتبث دون عقاب مما يجعل العالم يتصور أن حقوق الطفولة في المملكة منتهكة، مطالبا هيئة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية الطفولة التحرك سريعا لبث الوعي وتشكيل فرق للحد من هذه السلوكيات التي تنتشر في المجتمع دون عقاب أو توعية ملموسة، مبينآ أن المقطع يدل على أن المدرسة غير نظامية لذلك يجب وضع أنظمة تحارب هذه المدارس التي تؤثر على واقع التعليم ككل. بدورها، طالبت عضوة الجمعية المنسقة الاجتماعية الصيدلية منال خليف العنزي عبر «عكاظ» بتشكيل لجنة على الفور والتحرك السريع من قبل الجهات المختصة لوضع حد لهذه التجاوزات التي تسئ للتعليم والطفولة والتحقيق مع المعلم الجلاد والمصور وتطبيق العقوبات النظامية بحقهم. إلى ذلك، نفت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة أن يكون المعلم من منسوبي تعليم العاصمة المقدسة، خصوصا بعد أن بين عدد من مواقع أن المعلم يتبع لإحدى المدارس الخيرية الخاصة بإحدى الجاليات. بينما، أكد ل «عكاظ» مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة للشؤون التعليمية الدكتور طلال بن مبارك الحربي أن الحادثة لم تقع في مدارس أبناء الجاليات في العاصمة المقدسة التي تشرف عليها الإدارة تربويا، موضحا أنه لم يثبت للإدارة وقوع تلك الحادثة في المدارس التابعة لها، داعيا جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة والمصداقية والمهنية والأمانة عند نقل الاخبار واستيضاح الحقائق من مصدرها والرجوع لإدارة الإعلام التربوي الجهة المخولة بالإجابة على استفسارات جميع وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة والإعلام الجديد قبل ألزج باسم الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة في مثل هذه الحوادث. من جهته، بين المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم مبارك العصيمي أن المعلومات الأولية تفيد بأن مقطع قديم ومنذ أكثر من سنة وفي مدرسة خيرية ليست حكومية ولا تتبع للوزارة، مشيرا إلى أنه لا يمكنه الإثبات أو النفي إلا بعد التأكد بشكل قاطع. وقال: «في حال ثبوت بأن المقطع صور بعد التأكيدات الأخيرة لمنع الضرب والتصوير سيكون لها تعامل يختلف»، لافتا إلى أن البحث جار حول المشهد ولم تصدر معلومات أكيدة بخصوصها حتى الآن. وفي السياق ذاته، قال الدكتور إبراهيم الشدي المتحدث الرسمي باسم حقوق الإنسان: «عادة نتصل بالجهة المعنية بالموضوع الذي فيه شبهة انتهاك لحقوق الإنسان والطفل، وفيما يتعلق بالمقطع المتداول لمعلم يقوم بضرب 13 طالبا هناك جهود للتأكد من مكانه وهو يبدو بأنه في مدرسة ومعلم مع طلابه وبالتالي الأمر تحت تصرف وزارة التربية والتعليم، وهناك تواصل الآن بين الهيئة ووزارة التربية التي تقوم الآن بالتقصي حول الموضوع وفي انتظار النتائج بذلك».