أكد خبراء ومحللون لبنانيون أن القمة العربية التي ستستضيفها الكويت مطالبة بالعمل على مساعدة دول الجوار السوري لمواجهة مأساة نزوح اللاجئين السوريين التي باتت تشكل تهديدا للاستقرار والأمن والسلم في لبنان مؤكدين أن لبنان لا يتحمل ضغوظ وجود مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين هربوا من جحيم الأسد وأصبحوا لاجئين يبحثون عن المأوى والغذاء. فمن جهته، قال المحلل السياسي حسن شلحة إن الأزمة السورية لن تفرض نفسها على القمة العربية في الكويت بل ستكون الموضوع الملح على جدول الأعمال. وأضاف شلح قائلا: إن كانت القمة العربية غير قادرة على إيجاد حل للازمة السورية، فإنها قادرة على الأقل على منع نيران هذه الأزمة من الامتداد إلى دول الجوار السوري وبخاصة لبنان الذي أصبح داخل مرمى الأزمة السورية ولن يستطيع النأي بنفسه عنها. وأضاف شلحة أن القمة العربية مطالبة بمساعدة لبنان على مواجهة أزمة النزوح السوري حيث بات عدد النازحين في لبنان يوازي نصف عدد اللبنانيين المقيمين وهو ما يهدد أمن واستقرار لبنان والحياة الاقتصادية فيه بخاصة أن لبنان يواجه أزمة اقتصادية حادة كما أنه يواجه أزمة سياسية وأمنية حادة أيضا. وختم شلحة قائلا إن القمة العربية مطالبة بوضع يدها على أصل الأزمة والتي تسبب فيها النظام الأسدي الهمجي ومشاركة لبنان هذا الحمل الكبير قبل أن تحرق النيران السورية لبنان وحينها لا تنفع ساعة الندم. من جهته، المحلل السياسي الدكتور البير خوري قال ل«عكاظ» إن القمة العربية في الكويت لا يمكنها تجاهل أزمة النزوح السوري التي تهدد دولتين عربيتين بشكل كبير أي لبنان والأردن. وتابع قائلا «من هنا فإن القمة العربية مطالبة بالعمل على وضع رؤية عملانية لمواجهة هذه الأزمة التي لم تعد المساعدات الغذائية تكفيها بل هي بحاجة لخطة تساعد على حل جذري إن عبر عملية توزيع على عدد من الدول العربية أو عبر مساعدات مالية عاجلة تساعد الحكومة اللبنانية على مواجهة هذه الأزمة وتداعياتها». وختم الدكتور خوري قائلا إن النزوح السوري بات يشبه البركان في لبنان تحديدا وانفجار هذا البركان غير مستبعد وعلى العرب تحمل مسؤولياتهم تجاه لبنان واستقراره.