أكد محللون سياسيون لبنانيون أن الأزمة السورية استحوذت على الحصة الأكبر من نقاشات القمة العربية المنعقدة في الدوحة تليها التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، الأمر الذي يتطلب وضع استراتيجية عربية للتعامل مع هاتين القضيتين بشكل عاجل وسريع. وطالبوا القادة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن العربي ودعم المعارضة السورية وإيجاد حل جذري في القضية الفلسطينية. فمن جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور أنطوان متى أن «أولى التحديات التي تواجهها قمة الدوحة تتعلق بالموضوع السوري، وبخاصة تسليح المعارضة السورية بعد فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية؛ نتيجة الدعم الإيراني العسكري واللوجستي والميداني للنظام السوري». وزاد «المطلوب إعطاء الائتلاف السوري موقعا في الجامعة العربية، والاهتمام أكثر بالقضية الفلسطينية، خصوصا أن زيارة الرئيس الأمريكي للأراضي الفلسطينية لم تحقق شيئا للقضية الفلسطينية». بدوره، قال رئيس حزب الاتحاد الحركة التصحيحة حسن شلحة ل«عكاظ» إن القمة العربية تواجه هذا العام تحديات كثيرة وخطيرة تتعلق بالربيع العربي الذي لم يزهر كما أمل الشارع العربي منه، كمصر التي لم تأخذ دورا مؤثرا بعد الثورة، والثورة السورية التي أوجدت حالة من ثنائية استقطاب في الدول العربية، فهناك دول عربية تؤيد الثورة وثمة محور آخر يتعلق بالتدخل الإيراني في الجانب السوري، والتي تقدم الدعم للنظام الأسدي لتؤخر سقوطه مستعينة بحزب الله في لبنان. وتابع قائلا «على القمة أن تقدم الدعم الحقيقي للشعب السوري والإسراع في إسقاط النظام القاتل، إضافة إلى اتخاذ إجراءات فعلية من أجل صيانة الأمن العربي الشامل». وأضاف أن هناك تحديات يواجهها الفلسطينيون، مطالبا القمة العربية بدعم السلطة الفلسطينية، ودعم الحقوق المشروعة الفلسطينية وإنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف أن التدخلات الإيرانية في الشأن العربي تعتبر تحديا خطيرا للأمة، موضحا أن إيران تحاول فرض مشروع طائفي في المنطقة، وتهدد أمن واستقرار الدول العربية، وتسعى أيضا إلى استكمال مشروعها النووي الذي يرى العرب فيه خطورة على أمنهم واستقرارهم.