عاش الشاب الطموح يحيى بن هادي الزيداني المالكي قبل عام ونصف العام تقريبا، حدثا مفصليا في حياته، حين تعرض لحادث سير من مركبة طائشة، ارتطمت به أثناء ذهابه إلى المدرسة، وتسببت في بتر قدمه، وضمته لقائمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأحالته من طالب مقبل على الحياة، ويشارك في جميع الأنشطة التي تنظمها مدرسته، إلى كسير عاجز عن الذهاب إلى المدرسة، لا يتنقل إلا بواسطة كرسي متحرك. وما إن أخرج الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره شهادة التقدير التي فاز بها في مسابقة الإذاعة المدرسية حين كان يذهب إلى مدرسته، حتى انخرط في البكاء، متأسفا على حاله، خصوصا أنه لم يعد يتلقى العلم، وبات يقضي غالبية وقته في منزل أسرته المتواضع، في مكان يفتقد مقومات الحياة ويعاني قصورا في الخدمات، مما عزله عن العالم. كانت أسرته تعول عليه كثيرا وهي تراه يقبل على التعليم بهمة ونشاط، ويتردد على مدرسته سيرا على الأقدام متحديا الظروف المناخية والطرق المتعرجة التي بثت فيه روح المغامرة وخوض الصعاب، إلا أنه أثناء عودته إلى منزله من المدرسة قبل نحو عام ونصف فاجأته سيارة طائشة فأطاحت بأحلامه وبعثرت أقلامه وكتبه على قارعة الطريق وكان من آثار الحادثة المروعة بتر ساقه وقدمه ليصبح يحيى معاقا يتحرك بالكرسي المتحرك. بات يحيى يفتقد نصائح مدرسيه وأحاديث أصدقائه، تحاصره الأسئلة: ماذا ستفعل الأيام المقبلة بأخي الأكبر يوسف الذي يعاني إعاقة عقلية، ما واجبي لأحتوي مشكلات أسرتي حتى أخفف عنهم عناء مرضي؟، إلا أنه دائما ما يبصر نور نهاية النفق، ويتسلح بالتفاؤل والصبر. يقول يحيى «أبي دائما يخدمني ويتنقل بي بالكرسي المتحرك بيد أني أشعر به وبمعاناته معي وأريد التخفيف عنه لا أدري كيف وأنا عاجز عن الحركة» ويضيف «حرمت وأقراني النقل المدرسي بحجة واهية أن لدينا اغترابا أي زيادة ثلاثمائة ريال كل شهر دراسي تأتي آخر السنة، وأتمنى تدارك الوضع»، مشيرا إلى أن الغرغرينا تتسلل إلى جسده، ويتمنى أن يجد العلاج في مستشفى حكومي متميز لتعود له طفولته التي أرهقها الألم.