عانى طويلاً من «السكري»، ولم يكد يتعود عليه ويتعامل معه واقعاً مؤلماً حتى فاجأته «الغرغرينا»، وانتهى الأمر ببتر قدمه. هنا حدث التحول الأكبر في حياته، من رب أسرة مقاوم من أجل لقمة عيش أبنائه، إلى شبه جثة بائس ومستسلم. الأحزان التي أعقبت بتر قدمه، كانت أفظع من الإعاقة الجسدية وأشد إيلاماً وأنكأ جراحاً، ولا سيما وهو يرى أبناءه الصغار يعتريهم الخوف ويسيطر عليهم القلق. هذه هي حال المسن «حسن محمد قاسم» الذي تجاوز عمره ال55 ويسكن في محافظة صبيا، وبات أسيراً لكرسي متحرك ومل كل منهما الآخر. ويقول: «تيبست يداي من كثرة التجول ودفع هذا الكرسي بين زوايا منزلي والحي الذي أسكنه، ولا سيما أن منزلي يقع في مكان مرتفع وأجد صعوبة مع أبنائي في تحريك الكرسي الذي أصابه الضجر، ولم يعد يتحملني». ويضيف: «فقدت قدمي اليسري بسبب مضاعفات السكري الذي أصاب قدمي بالغرغرينا فقرر الأطباء بترها على عجل، فصحوت وقد فارقتني قدمي إلى الأبد، وهي التي طالما حملتني وتحملتني فكان فراقها مراً، ولكن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه»، لافتاً إلى أنه يتجرع الألم مرتين، لخسارة قدمه وتحوله إلى عاطل وعاجز عن إعالة أسرته. ويستطرد: «أسكن أنا وأطفالي الثمانية في بيت خرب بالإيجار، ومتطلبات الحياة القاسية تنهش بقايا جسدي، والأطباء حذروني من خسارة قدمي الثانية بسبب ارتفاع معدلات السكر لديّ، ولكن ماذا أفعل وأنا أشاهد عجزي وقلة حيلتي عن تأمين قوت عيالي ووالدتهم». ويناشد قاسم أهل الخير العمل على مساعدته في الحصول على كرسي كهربائي يخفف جزءاً من معاناته أو سيارة خاصة للمعوقين. كما يأمل من الجهات الحكومية في محافظة صبيا توفير وظيفة مناسبة لوضعه الصحي تنقذ مستقبل أبنائه من الضياع.