أكد ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة بأمانة نجران أحمد آل الحارث، أن الأمانة تستعد للرد على هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، التي طالبت أمين المنطقة المهندس فارس الشفق بالانصراف نحو معالجة أوجه القصور في المشاريع الجاري تنفيذها بالمنطقة، بدلا من المطالبة بمظلة رقابة من قبل الهيئة تمتد إلى نجران، وقال «سأوافي الصحيفة بمضامين الرد في أسرع وقت ممكن». وحركت التفاتة هيئة مكافحة الفساد ونقدها للأمانة عددا من سكان المنطقة الذين تفاعلوا مع هذه اللهجة التي تشير إلى أوجه الخلل التي كانوا يطالبون الأمانة بتفاديها والمتمثلة في تأخير المشاريع وتنفيذها بطرق عشوائية بعيدا عن المواصفات الفنية في ظل غياب الرقابة والمتابعة، بعد أن انشغلت الأمانة برصف الشوارع ببلاط الانترلوك، وتجاهلت البنية التحتية وجودة المشاريع الهامة والمتعثرة، وأشار السكان إلى أنهم يطالبون الأمانة بالتوقف عن استحداث أية مشاريع جديدة إذا كانت ستنفذ «عرجاء» -على حد قولهم-، وبينوا أن الوضع الحالي الذي تعاني منه المشاريع يدعو للشفقة ويشير إلى نوع من اللامبالاة، الأمر الذي يدعو للاستغراب خاصة في ظل عدم تحرك الأمانة فعليا لتفادي الأخطاء ومعالجتها ومحاسبة المقاولين المتهاونين في أداء واجباتهم تجاه هذه المشاريع. وطالب سكان المنطقة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» بإرسال فريق لرصد مشاريع الأمانة التي صاحبها تهاون من الأمانة وعبث من المقاولين الأمر الذي تسبب في تعثرها وهدر المال العام وعدم استفادة المواطن من مخرجاتها. وكشفت جولة «عكاظ» الميدانية على المشاريع التي تنفذها أمانة نجران، بأنها لم تسلم في مواعيدها رغم محاولات إخفاء ساعات الانجاز الزمنية التي توضح مدة تنفيذ هذه المشاريع ومواعيد تسليمها من قبل المقاولين، وتأتي في مقدمتها مشاريع السفلتة والرصف والإنارة بمدينة أبا السعود والفيصلية ومشروع تصريف سيول حي الأملاح الذي صاحبت تنفيذه أخطاء هندسية، ولعل ما أثار غضب الأهالي -على حد قولهم- هو تكثيف أعمال رصف الشوارع ببلاط الانترلوك بطريقة بدائية، وقالوا «هذه المشاريع تنتهي قبل أن تسلم من المقاولين». والتقت «عكاظ» بعدد من المواطنين الذين أبدوا استغرابهم من غياب المجلس البلدي عن مراقبة المشاريع، وأشاروا إلى أن الأمانة تعلن عن مشاريع ثم تسليمها للمقاولين إلا أنها لا تراقبها، معتبرين ذلك نوعا من اللامبالاة، وتساءلوا «ماذا استفادت نجران من هذه المشاريع العرجاء حيث السفلتة الرديئة والرصف العشوائي»، وطالبوا هيئة مكافحة الفساد بأن تباشر فورا أعمالها لرصد هذا الفساد ولتقف على الحقيقة التي تتجاهلها الأمانة عمدا، موضحين أن ما يسند أعمال الهيئة ملاحظات رصدتها لجنة وزارية أثناء زيارتها للمنطقة أخيرا، وصفت مشاريع درء اخطار السيول بأنها فاشلة وغير مجدية. من جهته أوضح أمين منطقة نجران المهندس فارس بن مياح الشفق، أنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى أن هيئة مكافحة الفساد لا تعرف شيئا عن نجران، وبين أنه يؤكد احترامه وجميع منسوبي الأمانة للهيئة ويقدر دورها وأهدافها السامية التي أنشئت من أجلها، وقال «إن الهيئة نعول عليها الكثير في خدمة هذا الوطن والوصول إلى نتائج ترضي طموح القيادة ونحن شركاء في العمل والإنجاز»، وأبدى الشفق أسفه على تحريف ما جاء في مداخلته ونشره على غير سياقه الصحيح، متمنيا من جميع مراسلي الصحف تحري الدقة، وأن ينقلوا الأخبار بأمانة وأن يبتعدوا عن الإثارة الصحفية والأهواء الشخصية، مؤكدا أن أبواب الأمانة مفتوحة للجميع. واستغرب عدد من الإعلاميين تراجع الأمين عن آرائه وتمنوا لو أنه تشبث بها، خاصة أن الأمانة نشرت على موقعها قوله: «بين الأمين من خلال مداخلته أهمية القضاء على البيئة التي تولد الفساد والعمل على وضع حل جذري لمنع الهدر الحاصل في المشاريع في ظل عدم التزامن في تنفيذ المشاريع للبنية التحتية، وأن التنسيق يتم بين الإدارات ولكن لا يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وأن الأمر يحتاج إلى إعادة هيكلة الآلية التي يتم فيها تنفيذ المشاريع». وتمنى الإعلاميون لو أن الأمين لم يتحدث والأمانة تعيش حالة من الفوضى سواء على مستوى تنفيذ المشاريع، أو التكليفات الأخيرة، خاصة وهو ينيط بمسؤولية مساعد الأمين للمشاريع إلى مهندس زراعي لن يكون قادرا على متابعة المشاريع ومحاسبة المهندسين وفق رؤية هندسية لا زراعية.