استيقظ حي الفيصلية 5 في جدة مؤخرا على إيقاع طمر المستنقع الآسن الذي ظل يؤرق سكان الحي منذ عدة أشهر، وذلك بعد نشر معاناتهم في «عكاظ»، إذ تحركت الأمانة واحتوت المشكلة، لكن قبل أن تكتمل فرحتهم عادت المشكلة بعد 48 ساعة ولكن بوجه آخر فبعد أن كانت بحيرة آسنة واحدة، تحول الكابوس - وفقا لوصف الأهالي إلى ثلاث بحيرات بأحجام مختلفة، فيما لا يزال الطريق مغلقا. وفي هذا السياق أوضح عبدالعزيز بسيوني أنه بعد نشر معاناتهم قبل نحو شهر تحركت الجهة المسؤولة واحتوت المشكلة إلا أنها تفاقمت بعد ذلك وأصبحت أسوأ مما كانت عليه في السابق، لأنها كانت بحيرة واحدة أما الآن فأصبحت ثلاث بحيرات بأحجام مختلفة. وأضاف، شخصيا كنت وغيري نضطر لعكس الشارع رغم معرفتنا بمخاطر هذا التصرف حتى نتمكن من المرور، لأنه لا يوجد حل آخر لدى الأهالي الذين يريدون الدخول والخروج من الحي، لافتا إلى أن مركبات كثيرة علقت بالبحيرة وتم سحبها عبر سطحات، كما أن البحيرة تسببت في ثلاثة حوادث، ناهيك عن الفئران التي تلهو وتتكاثر في الحي بسبب البيئة الخصبة التي تعيش فيها، والبعوض المسبب لحمى الضنك. واستطرد أنه سبق أن تعرض لحالة مرضية خطيرة بسبب المياه. من ناحيته أوضح أنور مرزوق أن الحي يرزح تحت وطأة مشكلة المياه الآسنة منذ أكثر من خمسة أشهر ولم تعالج حتى الآن، وتم تقديم أكثر من 15 بلاغاً لأمانة محافظة جدة وثلاثة بلاغات لشركة المياه وبلاغ للمرور وبلاغ للشرطة وانتشرت الأوبئة والأمراض وأغلق الشارع. وأضاف أن سائقي الأجرة يرفضون دخول الحي بسبب سقوط مركبة في حفرة ممتلئة بالمياه، ولم يستطع تمييزها ما أسقطه فيها، وأوضح بأن شوارع الحي تكسرت، ما تسبب في حفريات يصل ارتفاعها لمتر تحت الأرض، وهذا كله بسبب عمارتين لا يسحبون الصرف الصحي. من جانيه أوضح رامي الطويرقي أن العشوائية ومياه الصرف الصحي والتلوث الناتج عن حاويات النفايات وعوادم السيارات، تعد من المشكلات الأساسية في الحي، فضلا عن أن الحي يعتبر مأوى للكثير من الجنسيات، خاصة الأفارقة الذين يثيرون القلق لدى سكان الحي. وأضاف أن الجوانب الخدمية في الحي مهملة، وأن هناك بعض قاطني الحي يرمون النفايات بصورة عشوائية دون مراعاة لحرمة الطريق. واستطرد بقوله، «في السابق كانت المشكلة تحتاج أسبوعين لحلها ولكن في الوقت الراهن علينا الانتظار لأربعة أشهر حتى يتم شفط مياه الصرف الصحي من الشوارع ما أدى لتشققات وتصدعات وتكسر الأسفلت». وأضاف سبق أن قدمت شكوى لأمانة محافظة جدة منذ أربعة أشهر عبر أكثر من بلاغ، ناهيك عن شكاوى الجيران المتضررين من الطفح المستمر، والذي أصبح ملاذا للفئران والبعوض بشكل لا يصدق، فضلا عن الذباب والحشرات التي تهدد صحتنا كل يوم. وأشار إلى أنهم تقدمو بشكاوى عديدة لمصلحة المياه لإنقاذهم من المياه الملوثة في الحي والصرف الصحي الناقل للأمراض، وحتى اللحظة لم تتم المعالجة. من ناحيته، أوضح عمر المازني أن الحي منسي حتى أصبح الناس يصفونه بحي المخالفات، حيث يعد بؤرة لتجمع المخالفين. وأضاف أن الورش العشوائية تقلق أهالي الحي فهي تصدر الضجيج والتلوث للسكان. كما أن العشوائيات قنابل موقوتة ربما تنفجر في أية لحظة، والمراهقون والشباب يجدون أنفسهم ضحايا السلوكيات المرفوضة. وأضاف أن بعض الجاليات الأفريقية تعيش في الحي، وتمتهن غسيل السيارات، وعند اقتراب أي حملة أمنية يتم إبلاغهم عبر المراقبين على أسطح المنازل ليختفوا في لمح البصر من الشوارع. واستطرد أن جهود الجهات المختصة تتواصل في الحي للحد من نسبة الجريمة ونجحت حملات التفتيش والمتابعة الأمنية، في الحد من عدد المخالفات وأسقطت عصابات للمخدرات ومخالفين لنظام الإقامة، وأوكارا للخادمات الهاربات. ولكن رغم ذلك فإن الحي في حاجة إلى الكثير من الخدمات فضلا عن ضبط المخالفين من الأفارقة والجنسيات الأخرى والاهتمام بنواحي النظافة وإيجاد شبكة للصرف الصحي تريح السكان من طفح المجاري. وفي موازاة ذلك، أوضح الناطق الرسمي في شرطة محافظة جدة الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم الدكتور عاطي عطية القرشي أن الجهات الأمنية في شرطة المحافظة تباشر حالات مشاجرات داخل الحي وغيره، كما أن الجهات الأمنية لها لجان دهم على عدد من المواقع التي يتم حصرها ضمن تقرير يصدر من إدارة البحث الجنائي، ويتم القبض على عدد من المخالفين لأنظمة البلد. وأهاب الناطق الرسمي بجميع أصحاب المنازل عدم إيواء المخالفين وحذر البوق من التستر على المتخلفين بمن فيهم العاملات المنزليات كون عدد كبير منهن يحملن أمراضا معدية مثل الإيدز والكبد الوبائي، وحث على تعاون المواطنين والمقيمين في سرعة إبلاغ الجهات الأمنية عن أية مخالفة يشاهدونها وسيكون البلاغ في كامل السرية. من جهته أوضح الناطق الإعلامي بأمانة محافظة جدة أن لديهم جدولا في الأمانة لسفلتة شوارع جدة، وسيأتي قريبا دور حي الفيصلية، بعد أن يتم شفط المياه ومعالجة مشاكل الصرف الصحي في الحي، ثم بعد ذلك نقوم بمعالجة مشكلة المياه حتى لاتتكرر المشكلة وتتفاقم.