وأنت في حي الفيصلية «5» تجد نفسك محاصرا بالعشوائية ومياه الصرف الصحي والتلوث الناتج عن حاويات النفايات وعوادم السيارات، فضلا عن أن الحي يعتبر مأوى للكثير من الجنسيات، خاصة الأفارقة الذين يثيرون القلق لدى سكان الحي. وأجمع عدد من أهالي الحي أن الجوانب الخدمية في الحي مهملة على حد وصفهم، وأن هناك بعض قاطني الحي يرمون النفايات بصورة عشوائية دون مراعاة لحرمة الطريق. «عكاظ» تجولت في الحي الذي يصعب على البعض الوصول إليه، حيث الأعين المتربصة بالداخلين والخارجين. في البداية، تحدث عبدالعزيز فيصل بسيوني من سكان حي الفيصلية «5» بشارع ابن أبي منيع أنهم يعانون من طفح مياه الصرف الصحي وتجمعها وركودها مما يؤدي إلى تكسير أسفلت الشارع وتشققه، ما يشكل خطرا على المارة. وأضاف: في السابق كانت المشكلة يحتاج حلها لأسبوعين فقط، أما في الوقت الحالي فعلينا الانتظار لأربعة أشهر حتى يتم شفط مياه الصرف الصحي من الشوارع ما أدى لتشققات وتصدعات وتكسر بالشارع، وأضاف بسيوني: سبق أن قدمت شكوى لأمانة محافظة جدة منذ أربعة أشهر عبر أكثر من بلاغ، ناهيك عن شكاوى الجيران المتضررين من الطفح المستمر، والذي أصبح ملاذا للفئران والبعوض بشكل لا يصدق، فضلا عن الذباب والحشرات التي تهدد صحتنا في كل يوم. وأفاد بسيوني أن السائقين الذين يوصلون أبناء الحي لمدارسهم امتنعوا من دخول الحي بسبب طفح المياه، وتعطيل مركباتهم، وأنهم بحاجة فعليه لحل المشكلة في أسرع وقت. وأشار إلى أنهم تقدمو بشكاوى عديدة لمصلحة المياه لإنقاذهم من المياه الملوثة في الحي والصرف الصحي الناقل للأمراض، وحتى اللحظة لم تتم المعالجة. من ناحيته، أوضح عمر المازني أحد سكان الحي أن الحي منسي حتى أصبح الناس يتحدثون عنه بحي المخالفات، حيث يعد بؤرة لتجمع المخالفين. وأضاف أن بعضا من مفتولي العضلات يقومون بترويج الممنوعات وأن الجهات المختصة لهم بالمرصاد، كما أن الورش العشوائية تقلق أهالي الحي فهي تصدر الضجيج والتلوث للسكان. واستطرد قائلا: العشوائيات قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة، والمراهقون والشباب يجدون أنفسهم ضحايا السلوكيات المرفوضة. فيما ذكر فواز الجوفي أن بعض الجاليات الأفريقية تعيش في الحي، وتمتهن غسيل السيارات، وعند اقتراب أي حملة أمنية يتم إبلاغهم عبر المراقبين على أسطح المنازل ليختفوا في لمح البصر من الشوارع. وأضاف أن جهود الجهات المختصة تتواصل في الحي للحد من نسبة الجريمة ونجحت حملات التفتيش والمتابعة الأمنية، في الحد من عدد المخالفات وأسقطت عصابات للمخدرات ومخالفين لنظام الإقامة، وأوكارا للخادمات الهاربات. ومن جانبه، أوضح كل من عبدالعزيز بسيوني وأنور مرزوق ورامي الطويرقي أن الحي في حاجة إلى الكثير من الخدمات فضلا عن ضبط المخالفين من الأفارقة والجنسيات الأخرى والاهتمام بنواحي النظافة وإيجاد شبكة للصرف الصحي تريح السكان من طفح المجاري. وفي موازاة ذلك، أوضح الناطق الرسمي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق أن الجهات الأمنية في شرطة المحافظة تباشر حالات مشاجرات داخل الحي وغيره كما أن الجهات الأمنية لها لجان دهم على عدد من المواقع التي يتم حصرها ضمن تقرير يصدر من إدارة البحث الجنائي، ويتم القبض على عدد من المخالفين لأنظمة البلد. وأهاب الناطق الرسمي في جميع أصحاب المنازل عدم الإيواء أو التستر على هولا المخالفين وحذر البوق من التستر على المتخلفين بمن فيهم العاملات المنزليات كون عدد كبير منهن يحملن أمراضا معدية مثل الإيدز والكبد الوبائي، وحث على تعاون المواطنين والمقيمين في سرعة إبلاغ الجهات الأمنية عن أية مخالفة يشاهدونها وسيكون البلاغ في كامل السرية.