يشهد مخطط المساعد المجاور لحي قويزة شرق جدة نشوء بحيرة جديدة للصرف الصحي في الناحية الشمالية منه بسبب استغلال عدد من ملاك العمائر السكنية بالحي لتجمع المياه في هذه البحيرة الصغيرة ليقوموا بإيصال خزانات الصرف الصحي الخاصة بعمائرهم بها مباشرة عبر أنابيب بلاستيكية. ويأتي هذا الإجراء الذي قام به عدد من الملاك للعمائر المجاورة للبحيرة الجديدة للخلاص من الالتزام بعمليات "الشفط" التي يقومون بها يومياً، ويدفعون لقاءها مبالغ كبيرة. وأكد كل من أحمد الزهراني، ومحمد المطيري، وسعد البسامي - مواطنون يقطنون شققا سكنية مجاورة للبحيرة - أن الروائح الكريهة التي تنبعث من البحيرة الملوثة والشوارع المجاورة لها بدأت تهدد السكان، وأن البعوض الذي يتجمع حول هذه المياه يهدد السكان وعابري الشوارع بأنواع الأمراض وخصوصا حمى "الضنك". وأوضحوا أن سبب نشوء هذه البحيرة هو انكسار أحد أنابيب مياه التحلية المارة في الشارع إبان السيول التي شهدها الحي ذي الحجة الماضي، وتكوّن تجمع للمياه في إحدى الحفر التي أخذت تستقبل المياه المتدفقة من خزانات الصرف الصحي عبر الشوارع. وأشاروا إلى أن بعض ضعاف النفوس من ملاك العمائر المجاورة استغلوا تجمع المياه في البحيرة لفترة طويلة، وركبوا أنابيب لتفريغ المياه المتدفقة من خزانات الصرف الصحي بعمائرهم إلى البحيرة مباشرة مما زاد من ارتفاع منسوب المياه بها، وتلوث مياهها. وناشد أهالي الحي المسؤولين بالتدخل لوقايتهم من البعوض الذي ينتشر بكميات كبيرة حول البحيرة، وانبعاث الروائح الكريهة من البؤرة الملوثة. وأكد السكان أنهم تقدموا بعدة شكاوى لأمانة محافظة جدة عبر رقم الاتصال الموحد، وموقع الأمانة على الإنترنت، وتقديم شكاوى مباشرة للنظر في المشكلة وحلها. من جانبه، كشف مدير المركز الإعلامي للأمانة أحمد الغامدي عن أن مخالفات تصريف مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وأنابيب تصريف مياه الأمطار تتراوح ما بين ألفي ريال وحتى 50 ألف ريال. وأوضح أن لجان المراقبة بالأمانة أعلنت قبل أيام عن رصد أكثر من 250 مخالفة، تتضمن تصريف بعض المواطنين مياه الصرف الصحي الخاصة بمنازلهم إلى الشوارع أو أنابيب تصريف مياه الأمطار وخفض منسوبها، وأنها طبقت بحق هؤلاء المخالفين الغرامات المذكورة. وعن آلية رصد مثل هذه المخالفات، والإجراءات التي تتبعها الأمانة لإزالة مثل هذه المياه، قال "إن رصد هذه المخالفات يتم عبر مراقبي الأمانة في البلدية التي يتبع لها الحي، ومن ثم توجيه الإنذار للمخالف، وصولا لمرحلة سحب عداد الكهرباء وفرض الغرامة". وأشار إلى أن الأمانة لن تتوانى في معالجة مثل هذه التجمعات للمياه الملوثة عبر رشها بالمواد اللازمة، ودراسة آلية تجفيفها نهائيا، ومنع عودتها من جديد.