شيع أهالي محافظة الجبيل جثمان الطفلة جوري الخالدي ذات الخمس سنوات والتي مات غرقاً في شاطئ طيبة بالجيبل وكان ثلاثة من الشباب المتطوعين قد عثرو على الطفلة المصابة ب«التوحد»، مسجاة على ساحل الجبيل، بعد عملية بحث شاركت فيها الأجهزة الأمنية لمدة تزيد على 15 ساعة. وتوقف البحث عن الطفلة التي لم تتجاوز الخمس سنوات، بعد أن عثر عليها متوفاة في الثامنة والنصف من صباح أمس، وكانت مدينة الجبيل الصناعية خصوصا حي دارين الذي يوجد به سكن الطفلة والمناطق المحيطة به تحولت إلى خلية نحل وحركة دؤوبة لا تهدأ منذ عصر أول من أمس وحتى ساعات الصباح الباكر حيث توزعت مجموعات شبابية في أطراف الحي وعلى مداخل المناطق المحيطة به إلا أن تلك الجهود لم تسفر عن الوصول لموقعها. ومع إشراقة الصباح الباكر ليوم أمس واصل مجموعة من المتطوعين البحث وتمشيط المناطق المحيطة بالحي الجهة الشرقية والشمالية وبعد جهد وبحث مضنيين وجدت الطفلة مسجاة على الساحل بعد أن لفظت أنفاسها إثر الغرق وعلى الفور تم إبلاغ الجهات الأمنية والهلال الأحمر بالموقع وعلى الفور وصلت فرقة من الهلال الأحمر والدوريات الأمنية لمباشرة الحادثة وبدأت التحقيقات فيها. وتعود تفاصيل الحادثة وفقا لذويها إلى أن الطفلة خرجت في الرابعة من عصر يوم الاثنين من المنزل مستغلة وجود الباب مفتوحا، واتصلت أسرتها بعمليات الدوريات الأمنية التي كثفت البحث عنها في أروقة الحي وكان رجال الدوريات الأمنية والفرق التطوعية المشاركة بدأت بالبحث عن الطفلة جوري، ووجدت جثة الطفلة غريقة عند الثامنة والنصف من صباح أمس، في شاطئ طيبة في الجبيل الصناعية وتم نقلها إلى المستشفى بعد اتصال المتطوعين الذين وجدوها، بالشرطة والجهات الأمنية. من جهته، بين المتحدث الأمني بالمنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي أنه جرى تمرير بلاغ من قبل ذوي الطفلةجوري الخالدي رحمها الله البارحة الأولى، من قبل شرطة محافظة الجبيل يفيد بفقدان طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات تعاني مرض التوحد، وفور تلقي البلاغ شرعت الجهات الأمنية وفرق البحث المختصة بإجراء المسوحات الميدانية في الحي الذي تقطن به والأحياء المجاورة والتنسيق مع الشركات الإنشائية بالموقع للتحقق من المنازل قيد الإنشاء المنتشرة بالحي نفسه. من جهة اخرى، أوضح ل «عكاظ» أخصائي اضطرابات التوحد خالد محمود السيد المشرف السابق على حالة جوري الخالدي رحمها الله أن الطفلة مصابة بالتوحد (بدرجة متوسطة – شديدة) وهذا النوع من الإصابة يتسم باندفاعية شديدة وغير مكترث بالاخطار التي تحيط أو تواجهه عموما. وذكر أن الطفلة في غالب الأمر تحب البحر ولكن طبيعة الطفل التوحدي لا يدرك في داخله الخطر الذي يواجهه، مشيرا إلى أن هذه الدرجة من التوحد وغيرها من الدرجات تتطلب مراقبة وعناية وقربا دائما من قبل الأهل، إضافة لبرامج علاجية وتعليمية خاصة تسعى لتحسين القدرات العقلية لديهم وتنمية مهارات التواصل مع الآخرين إضافة لجلسات نفسية مستمرة، وبرامج وفعاليات لزيادة مستويات الوعي الأسري بهذه الفئة. كما شدد أن يوجد لدى الأسر معين أو مرافق دائم بالقرب من الحالة وعدم اهمالها وتركها دون مراقبة. وبين السيد أنه يوجد أكثر من 200 حالة في الجبيل على الأقل دون مركز نوعي متخصص لمثل هذه الحالات، مضيفا إنه ووفقا لآخر احصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية 2014م في هذا الشأن بأن كل 50 حالة ولادة طبيعية يقابلها حالة توحد وهذا رقم مخيف جدا إذ كانت الاحصاءات في عام 1989م بين كل 300 حالة طبيعية هناك حالة توحد ما يتطلب الأمر مركزا خاصا بمثل هذه الحالات يشتمل على برامج متخصصة شمولية، تعليمية وإرشادية ونفسية واجتماعية ورعاية.