وصف عدد من الأدباء والإعلاميين رحيل رجل الأعمال محمد سراج عطار ب«الخسارة»، لما عرف عنه من حبه لفعل الخير، والوقوف مع الأيتام والمحتاجين، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. ورووا العديد من المواقف الإنسانية التي عاشوها مع الفقيد، التي تجسد حرصه على فعل الخير، وإنفاقه على المشاريع الخيرية إنفاق من لا يخشى الفقر، داعين الله أن يجعل أعماله الخيرة في موازين حسناته. واعتبر الكاتب المعروف والمستشار محمد عمر العامودي رحيل محمد سراج عطار، ب(الخسارة) مشيرا إلى أن الأيتام والمحتاجين سيفتقدون أحد أهم داعم لهم، لافتا إلى أن الفقيد عرف عنه حبه لفعل الخير والوقوف مع كل محتاج. وبين أن الخميسية التي ينظمها ستفتقده، لأنه من روادها ودائما ما يثري الحضور بمعلوماته وثقافته الواسعة، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وذكر أن الأيتام ومرضى الكلى في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة سيجدون «مبرة» سراج عطار التي حرص على إقامتها لتقديم الخدمات والرعاية الاجتماعية والصحية لهم، قائلا: بغياب عطار نودع رجلا من رجال الخير والبر والإحسان عاش سنوات عمره يسعى لتقديم عطاياه لعديد من مجالات الخير. وقال العامودي: أعجب الراحل عطار بمشروع إيواء يتامى المدينةالمنورة فقرر بأريحية أن يفعل مثله لأيتام مكةالمكرمة، وما حولها، يستوعب المشروع 800 فتى وفتاة، وبه مسجد ومكاتب وصالة للاجتماعات ومساحة من الأرض لإقامة مشروعات لتأمين حاجة الوقف، مضيفا: قيل له بإمكانك الحصول على أرض بالمجان، إلا أنه رفض ودفع 35 مليونا لشراء أرض في موقع متميز، فاق ما أنفقه لتهيئتها الخمسة ملايين ريال، موضحا أن الفقيد اختار أفضل الشركات للدخول في منافسة تجاوزت قيمة العقد 120 مليون ريال ولم تكن تهمه التكلفة، بقدر حرصه على الإتقان. وتابع العامودي: يرى الذاهب من جدة إلى مكة على يمين الطريق قرية جميلة تحمل اسم فاعل خير، إذ كان مصرا ألا يذكر اسمه عليها، ولم يكن هدفه الرياء والسمعة، وقد تغضبه هذه الكلمة، ملمحا إلى أن الفقيد شكل مجلس أمناء من خيرة القوم، المشهود لهم بالأمانة والعمل الطيب ووضع في البنك المبلغ بالكامل، ليكون تحت يد المجلس الذي عهد إليه بالصلاحية المطلقة دون الرجوع إليه، مشيرا إلى أن الفقيد عبر عن سعادته يوم أودع المبلغ، فقد أبرأ ذمته، كما كان يقول «أستطيع اليوم أن أنام مطمئنا». وواصل العامودي: بعد فترة من بدء العمل، كنت مع الفقيد في زيارة لمركز «بكر لغسيل الكلى»، كان يديره الدكتور توفيق رحيمي، الذي تحدث عن حاجة البلاد إلى مراكز شبيهة، في تلك اللحظة قرر محمد سراج عطار، إقامة مركز لغسيل الكلي في مكة، على أرقى مستوى باسم والده عبدالسلام عطار رحمهما الله، مشيرا إلى أن الفقيد عقد لقاءات مع مختصين في هذا المجال، ويجري الآن تجهيز المركز بجوار مشروعه الذي أوشك على الانتهاء وفاقت تكاليفه ال40 مليون ريال. ودعا العامودي الله أن يتغمد محمد سراج عطار بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يجعل كل أعماله الخيرة في موازين حسناته. وأعرب رئيس تحرير جريدة البلاد علي الحسون عن حزنه العميق لرحيل رجل الخير محمد سراج عطار، لافتا إلى أنه تراه فلا تملك إلا التقرب إليه بما يملكه من هدوء ورغبة في التعرف على الآخر، يعمل في تؤدة وعشق لعمل الخير الذي كان يفعله بعيدا عن الظهور به حتى اتهمه من لا يعرفه ب(الشح) في فعل الخير، «لكن عندما تكشف له بأنه كان في قمة العطاء للخير بفعله لذلك العمل الخيري الكبير بإيواء الأيتام في البلد الحرام، أقر بخطأ ما ظنه فيه بشجاعة الفرسان عندما واجهه بذلك الظن». وقال الحسون: رحل ذلك الرجل الصامت الصابر بعد رحلة طويلة من المرض، كان فيها صابرا مسلما أمره لله، وعندما قدر لي أن أزوره في المستشفى بصحبة الأخوين محمد عمر العامودي والدكتور محمود بترجي، رأيت على وجهه تلك السماحة وذلك الرضا، الذي سلم به نفسه لخالقه، سائلا الله أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته.