رغم الخوف والهلع الذي ينتشر بين المزارعين بأن يفتك الجراد بمحاصيلهم الزراعية، إلا أنه توجد فئة أخرى استبشرت خيراً بقدومه؛ نظراً لكونه تجارة يقبل المواطنون عليها بغرض استهلاكه خصوصاً على موائد الوجهاء السعوديين والخليجيين. وشهد السوق المتنقل للجراد شرق محافظة «الوجه» بمفرق قرية الكر إقبالاً كبيراً خلال الأيام الماضية لدرجة رفعت أسعاره بشكل غير مسبوق، إذ ارتفع سعر الكيس الكبير من 100 إلى 300 ريال، ووصل في بعض الأحيان إلى 500 ريال، على الرغم من أن الكيس لا يكون مملوءاً بالكامل، بل يتم ملء نحو 25 في المئة من طاقته فقط حفاظاً على سلامة الجراد من النفوق. ويتجمع هذه الأيام أعداد كبيرة من المواطنين بمحافظة الوجه من هواة صيد الجراد، والاتجار فيه، حيث يقام مزاد «الحراج» مع ساعات الصباح الأولى على يمين القادم من قرية الكر بمحافظة الوجه، ويضم المئات من هواة الصيد والتجار لعرض منتجاتهم من الجراد في أكياس الخيش. ويرى أحد المواطنين أن الجراد عند عرب الجزيرة غذاء ودواء ويقطعون بحقيقة مقولتهم المعروفة «إذا جاء الجراد انثر الدواء»، ويعني إرم الدواء الذي لم يعد له حاجة باعتباره كبسولة علاج تمرّ على كل أنواع الأشجار والأعشاب، أما المزارعون الذين يهدد الجراد منتجاتهم فيقول أحدهم إن الجراد من ألدّ أعداء المزارعين وأخطر الآفات على المحاصيل لهذا انتهج المزارعون أساليب عديدة لمكافحته إما بإشعال النيران، أو اللجوء إلى قرع الصفائح «التنك» الفارغة، وكذلك القدور، والعلب، بالضرب عليها طول الليل في محاولة لإبعاده. وأكد محسن الرشيدي أن الجراد لا يباع إلا حيًا للتدليل على عدم تعرضه للرش بالمبيدات السامة، لافتاً إلى أن التجار يقومون بنقل إنتاجهم وبضائعهم من الجراد في أسرع وقت للمستهلكين في أسواق المنطقة الوسطى، والشرقية، وحائل، والكويت. وعن أفضل أنواع الجراد أشار الرشيدي، إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الجراد «الزعيري»، والبعض يسميه الأصفر، والأبيض، والأحمر، والدمونى، والدبي، وأفضل أنواع الجراد من حيث السعر «الزعيري». يأتي ذلك فيما حذرت وزارة الزراعة من صيد وبيع أو استهلاك الجراد؛ نظراً لخطورته على صحة الإنسان خاصة إذا تعرض للرش، كما أطلق عدد من الخبراء والأطباء تحذيرات من تناول الجراد بسبب احتمال تعرضه للرش بالمبيدات الحشرية أو أدوية أخرى، وحدوث مضاعفات خطيرة ما يعرض متناوله لخطر التسمم.