حفزت الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة حائل هذا العام، هواة جمع الفقع من فئة الشباب وحتى كبار السن على التوجه إلى البرية في إجازة نهاية الأسبوع أفرادا ومجموعات، للبحث عن النبتة أو الفاكهة الشتوية الأكثر شعبية في المنطقة، حيث يستدل العارفون ببطون الصحراء على ضالتهم ببعض النباتات الصحراوية التي ينبت في محيطها الفقع. ويطلق أهالي حائل على الفقع اسم «فاكهة الشتاء»، خاصة في بداية موسمه الذي يوافق بداية سقوط الأمطار ب 70 يوما، حيث تكتسي الفياض والشعاب في منطقة حائل بثوبها الأخضر. وأوضح ل «عكاظ الأسبوعية» المواطن صالح الخطيب، أن رحلة البحث عن الفقع في الإجازة الأسبوعية لها متعة خاصة، حيث يتوافد محبو جمع الفقع إلى البرية شبه الصحراوية للحصول على حاجتهم من فاكهة الصحراء الشتوية. ويضيف: هناك علامات تدل على ظهور الفقع، ومن هذه العلامات وجود نبات يسمى ب «الرقروق»، وكذلك نبات «الخضر»، وهذه النباتات تنمو في الفياض والحزوم وهي أماكن مرتفعة قليلا عن مستوى الأرض، ومتى ما وجدت وجد نبات الفقع في محيطها. وما يميز كذلك نبتة الفقع، أنها تبدوا بارزة قليلا عن غيرها من النباتات الصحراوية وهو ما يسهل العثور عليها. من جانبه، ذكر المواطن فهد المقبل (من هواة جمع الفقع)، أن هناك ثلاثة أنواع معروفة من الفقع، الزبيدي ذو اللون الأبيض وهو أجودها وأغلاها سعرا ويتميز كذلك بمذاقه الطيب، والغلاسي وهذا النوع يميل لونه إلى الصفار وطعمه جيد وهو الأكثر انتشارا في المناطق الجبلية، والنوع الثالث هو الكمأة، وهذا النوع يميل في الغالب إلى السواد وأقل انتشارا في الجزيرة العربية، وجميعها تختلف أحجامها ما بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. وأضاف المقبل، نظرا لندرة نبات الفقع وقصر موسم نموه، فإن أسعاره مرتفعة جدا نظير الإقبال عليه، خصوصا في بداية ظهوره ويصل سعر العبوة الصغير منه إلى 500 ريال، فيما يباع الكيلو من الفقع بمبلغ 300 ريال. ويقبل أهالي منطقة حائل على جمع الفقع أو تأمينه، عبر الشراء من الأسواق المحلية، لكونه يتميز بمذاق لذيذ خاصة بعد طهيه مع الأرز وإضافة كمية من السمن البلدي إليه، فيما يفضل محبو الرحلات البرية تناوله مشويا على النار. يذكر أن الفقع أو الكمأة، وهو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية بعد سقوط الأمطار، ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود وبأحجام مختلفة.