يحسب أهالي المناطق الشمالية 70 يوما بعد هطول مطر الشتاء، يبدؤون بعدها البحث عن نبات الفقع من باطن الأرض. وهناك مؤشرات أخرى يستدل بها أهل الصحارى على وجود الفقع، كنبات الرقروق أو الخظر، فمتى ما وجدت هذه النباتات فلا بد أن ينبت حولها الفقع. وفي رفحاء اكتشف مواطنون وجود نبات الفقع أو ما يسمونه «فاكهة الشتاء» في بداية موسمه الذي يوافق بداية سقوط الأمطار، وذلك بعد أن اكتست الفياض والشعاب في منطقة الحدود الشمالية بثوبها الأخضر في أعقاب المطر الذي هطل على تلك المناطق أخيرا. ويقول سالم الروضان إن الفقع لم يبدأ موسمه بعد ولكن هناك علامات تدل على ظهوره مبكرا، ومن هذه العلامات وجود نبات الرقروق والمعروف ب «الجريد» وكذلك نبات الخظر، وينبت الفقع في أي مكان توجد فيه هذه النباتات في الفياض والحزوم وهي أماكن مرتفعة قليلا عن الأرض ويتميز الفقع ببروزه قليلا عن الأرض وتفطر تلك المنطقة البارزة، وهو ما يسهل عملية البحث عنه. وللفقع ثلاثة أنواع، هي «الزبيدي» ذو اللون الأبيض وهو أجود أنواع الفقع وأغلاها سعرا وألذها طعما وتشتهر به الجزيرة العربية، و«الغلاسي» وهذا النوع يميل لونه إلى الصفار وله طعم جيد وهو أكثر انتشارا من الزبيدي، والنوع الثالث هو الكما أو «الجبا» وهو غالبا يميل إلى السواد وأقل انتشارا في الجزيرة العربية، ويتداول أهالي الشمالي مثلا عاميا يصف أنواع الفقع واستخداماته «الغلاسي لراسي والزبيدي لوليدي والجباة لأم البنات».. وقبل أيام عثر المواطن نايف الغريب على أنواع من الفقع قبل دخول موسمه في هجرة الفياض الواقعة شمال هجرة الحدقة (190 كم جنوب شرقي رفحاء) ورصد هذه الأنواع بعدسة الكاميرا، وتتراوح أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. ونظرا لندرة نبات الفقع وقصر موسم نموه وظهوره فإن أسعاره مرتفعة جدا نظير الإقبال عليه خصوصا في بداية ظهوره، ويصل سعر الكرتون الكبير منه إلى 900 ريال، فيما يباع الكيلو من الفقع بمبلغ 180ريالا. ويجد الفقع إقبالا كبيرا من المواطنين خصوصا من أهل المناطق الشمالية، ويتميز بطعمه اللذيذ بعد أن يطهى مع الأرز «مكبوس» وتضاف إليه كمية من السمن البلدي، وهناك من يأكله مشويا فيما يستمتع أصحاب الرحلات البرية الباحثين عن الفقع بالتحلق حول النار وشي الفقع على الجمر.