حينما يكون الحديث عن جامعة الجوف وما تقدمه للمجتمع من خدمات فان المقام بنا يطول، والحصر علينا يصعب مع هذه الغرسة المباركة بأرض الزيتون والتمور والتي ما لبثت أن أينعت لتأتي لنا بإحدى ثمار عهد خادم الحرمين الشريفين. في الأمس القريب نظمت الجامعة ندوة «الجامعة والمجتمع .. بين الواقع والمأمول» والتي جاءت استشعارا منها للمسؤولية، مرسخة مبدأ الحوار ومستثيرة الحديث عن المنطقة واحتياجاتها ومتطلبات مجتمعها. جمعت الجامعة فيها ممثلي المجتمع المحلي والقائمين على ادارة برامجه الخدمية والإنتاجية لاستطلاع آرائهم والخروج برؤية واضحة حول ملاءمة العملية التعليمية واحتياجات سوق العمل والمجتمع. هذه الندوة التي جاءت متزامنة مع منجز ثقافي من الجامعة لرواد الثقافة في المجتمع المحلي تمثل بإقامة معرض الكتاب الأول في جامعة الجوف وصل عدد دور النشر المشاركة فيه 50 دارا وجهة مشاركة ويعد ثالث أكبر معرض كتاب يقام في السعودية، ايضا واكبها افتتاح مكتبة الجامعة المركزية التي تضم 75 ألف كتاب في مختلف الفنون والعلوم، وعددا ضخما من قواعد البيانات والكتب الالكترونية التي تتيح للباحث الاستفادة منها داخل الجامعة وخارجها. ثم مالبثنا طويلا حتى وجدنا بركة ثمرتها مع ثمرة زيتون الجوف في مهرجانه السابع حيث جاءت مشاركة الجامعة فيه بجناح خاص قدمت من خلاله لزوار المهرجان خدمات صحية وفحوصات متنوعة وأبحاثا أكاديمية لها عن الزيتون طيلة فعاليات المهرجان فضلا عن توقيع الجامعة قبيله لاتفاقية تعاون مع جامعة جايين الاسبانية والمتخصصة في مجال زراعة الزيتون للاستفادة من خبرات الأخيرة في أبحاث الزيتون ومشتقاته. وما إن أعلن عن مهرجان تمور الجوف بنسخته الأولى حتى باركت الجامعة انطلاقته ووجدنا حلاوة ثمرتها مع «حلوة الجوف» في جناح خاص بالجامعة في المهرجان قدمت فيه الجامعة خدماتها الصحية المتميزة من فحوصات واستشارات وأبحاث علمية عن التمر وعناصره الغذائية ومراحل نموه وإحصاءات إنتاجه للزوار منذ بداية المهرجان وحتى انقضائه. وليس هذا فحسب مع جامعة الجوف المباركة ببركة زيتون الجوف وتمره بل امتد عطاؤها ومسيرة ركضها لسباق الفروسية على كأس إمارة منطقة الجوف في العاصمة الرياض حيث قدمت الجامعة خدمات صحية فريدة في ركن إمارة منطقة الجوف يتم من خلالها اجراء فحوصات متنوعة لأبناء الوطن من زوار الفروسية كما قدم الفريق أعمالا توعية وتثقيفية مواكبة لمستوى الحدث. ان هذه الاسهامات التي نذكرها على عجالة والتناغم الجميل في وقت وجيز بين جامعة الجوف والمجتمع لهي دلالة واضحة على حجم الجهود المبذولة والاهتمام والرعاية من القائمين على المنطقة ككل وعلى رأسهم سمو الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز والجهود المضنية من مدير الجامعة الأستاذ الدكتور اسماعيل البشري في سبيل تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها في خدمة المجتمع ورقيه وتطوره.