يشعر الفلسطينيون بكثير من التشاؤم وقليل من التفاؤل إزاء المحاولات الأمريكية للوصول إلى اتفاق إطاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي سيكون في صلب محادثات الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين في واشنطن،حيث وصفوا هذا اللقاء ليس فقط بالحاسم إزاء تحديد مستقبل عملية السلام بل في توضيح النوايا الامريكية حيال تحقيق تطلعات الشعب الفسلطيني المشروعة وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وعدم الارتماء في أحضان الإسرائيليين. وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش قال: ليس المطلوب لقاءات أمريكية اسرائيلية للتسويق والتقاط الصور لتحقيق مصالح داخلية. وتابع قائلا: نريد التوصل الى اتفاق يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية تتناول مسائل الوضع النهائي وعلى رأسها الحدود، المستوطنات اليهودية، الأمن، ووضع القدس، اللاجئون الفلسطينيون. وزاد: الفلسطينيون سئموا من المبادرات اللاهية والمضيعة للوقت لأن جميع المحادثات الماضية فشلت ولم تحقق أي تقدم على الأرض. وأضاف: إن القدس تعتبر خطا أحمر وهي عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة ولن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة إلا بالاعتراف بالقدس عاصمة للدولة المستقلة. ويؤكد الوزير الهباش أن أي تمديد للمفاوضات يعني نهاية السلام، موضحا أن إسرائيل ليست ملتزمة بالسلام العادل والشامل ولا بالقانون الدولي ولا الشرعية الدولية، وهي مستمرة في بناء المستوطنات التي تعتبر عدو السلام. ويعارض الفلسطينيون أي تمديد للمفاوضات مع اسرائيل بعد استحقاق 29 ابريل. وأضاف الهباش أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي أوباما في 17 مارس في واشنطن في محاولة فلسطينية لإقناع واشنطن بضرورة المضي نحو السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق الفلسطينية المشروعة لأصحابها. من جهتها اعتبرت حماس ان أي لقاءات أمريكية إسرائيلية أو فلسطينية أمريكية مكتوب لها الفشل لأن جميع الأفكار التي تقدمت بها واشنطن غير مقبولة. خاصة القبول بيهودية الدولة. ويرفض الفلسطينيون مطلب اسرائيل الاعتراف بها «كدولة يهودية» باعتبار ان ذلك يمس حق عودة اللاجئين. وأوضح سامي أبوزهري المتحدث باسم حركة حماس أن نتنياهو وباراك أوباما ليسا جادين في إيجاد حلول لقضية الشعب الفلسطيني وتهمهما مصالحهما، موضحا أن هناك تشاؤما متزايدا في جميع الأوساط الفلسطينية حول الدعم الأمريكي غير المحدود لليهود وبخيبة أمل ويأس حيال استمرار هذا الدعم الأعمى للإسرائيليين الذين يقتلون ويدمرون ولا يوفون بالعهود والمواثيق. وما بين التشاؤم الفلسطيني ورفض حماس يبقى مستقبل القضية الفلسطينية مرهونا بالتحركات الأمريكية الجادة لإحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط ولعب دور النزيه الحقيقي وليس الداعم للسياسات الإسرائيلية الحمقاء التي تصر على هضم حقوق الفلسطينيين وتجاهل قرارات الشرعية الدولية.