يتناول إمام وخطيب جامع الإخلاص الدكتور رضوان الرضوان، عبر خطبته اليوم، موضوع الجهاد وضوابطه، يتطرق من خلالها إلى استغلال أهل الفرق الضالة والمنحرفة لحماس الشباب لإثارة الفتنة وإحداث الشر بين أبناء الأمة. ويوضح، من خلال خطبته، أن التغرير بالشباب يكون باستغلال حماسهم، وعدم وعيهم، فيخرجون إلى المناطق المشبوهة دون إذن الإمام أو الوالدين، مستشهدا على خطيئة عملهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قاتل تحت راية عمية أي ليست معروفة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية)، متسائلا «فكيف حال من يقتل بلا راية أو إمام، لتأثره بعقلية التكفير فخرجوا عن العلماء وعن أهل الحق». ويلفت إلى أن أكبر خطأ هو خروج الشباب دون إذن الإمام رغم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الإمام جنة يقاتل من ورائه)، ويؤكد أن العلماء أجمعوا على أنه لا جهاد إلا تحت إمام وراية؛ ولذا لا يجوز الخروج عن الإمام أو منازعته بالذهاب إلى المناطق المجهولة. ويبين أن من يخرج إلى تلك المناطق بحجة الجهاد إنما هم ناقضون للعهد وأول ذلك تجاه دولتهم، بل ويرتكبون محظورا أكبر باستباحتهم لدماء المسلمين، والتي ليس هناك أعظم من حرمة الدماء لقول الله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، كما أن هذا الآثم يتسبب في حزن والديه، ييتم أطفاله، ويرمل امرأته، وهو متحمل لإثم ذلك، مبينا أن الآيات أو الأحاديث الدالة على الجهاد لها حدودها وأحكامها التي تغيب عن بعض العقليات، فينغر الشباب بدعاة الفتنة ممن لا يراعون الحق، فينقادون إلى طريق الضلالة البعيد تماما عن المغزى من الجهاد. ونصح الشباب بالالتفات إلى الحق والرجوع إلى أهل العلم، وعدم الخروج عن ولي الأمر الذي هو أعلم بما يفيد الأمة المسلمة، وملازمة الأسرة والأبناء، والبر بالوالدين لأن ذلكم هو الجهاد.