أكد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشثري أن الأمر الملكي الصادر بإيقاع عقوبة السجن على من يشاركون في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمون للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية، ينطلق من أصل عظيم عظمته الشريعة الإسلامية وهو المحافظة على جماعة المسلمين وحفظ دينهم وأمنهم واجتماعهم وأي إخلال بهذا الأصل يعرض الوطن وأهله للخطر وزعزعة أمنه واستقراره. وقال لقد أدرك خادم الحرمين بما ألهمه الله من حكمة وسياسة حاجة الأمة إلى ردع دعاة الفتنة والمحرضين على صدع صف جماعة المسلمين والمنتمين لجماعة وأفكار متطرفة فجاء هذا القرار ليحق الحق ويبطل الباطل ويستند إلى أدلة شرعية ويدحض شبهات المغرضين ويكشف نوايا الحاقدين الذين أضلوا شباب الأمة وزجوا بهم في مواطن الصراع ومواقع الفتن. وأشار إلى إنه قرار يحمي العباد والبلاد من شر الفتن، ويبعد الشباب عن كل جماعة متطرفة أو فكر منحرف ويلزم بالتمسك بمنهج الكتاب والسنة الذي سار عليه سلف الأمة، وسار عليه علماؤنا في هذه البلاد، وهو الأصل الذي تأسست عليه هذه المملكة وقامت على الاجتماع به والعمل بما دل عليه والله تعالى يقول (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى). وأوضح أن أمر الجهاد لا يكون لأفراد الناس بل اتفق أهل العلم قديما وحديثا على أن الأمر بالجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته في ذلك انطلاقا من نصوص الشريعة منها ما أخرجه البخاري في الصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: ((وإذا استنفرتم فانفروا)) أي إذا أمركم الإمام بالخروج إلى الجهاد فاخرجوا إليه ومفهوم الحديث أنه إذا لم يأمر به فلا خروج، وفي البخاري أيضا قال النبي –صلى الله عليه وسلم–: ((الإمام جنة يقاتل من ورائه)). وقال بهذا يتبين فساد قول من ظن أن الجهاد موكول لأفراد الناس وهذا القول انتحله أرباب الفتنة والجهلة من الذين استخفوا بولاية المسلمين وتساهلوا بمخالفة إمام المسلمين والخروج عن طاعته والافتيات عليه. وأشار إلى أن الأمر الملكي سعى إلى انقاذ الأمة مما وقعت فيه من الفتن وإلى حفظ أرواح الشباب من أولئك الذين حرضوهم على الذهاب إلى مواطن الصراع ومواقع الفتن، والقتال تحت رايات مجهولة، هذه الرايات تسير في الأمر الأعمى الذي لا يدري وجهه وقد حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – من القتال تحت هذه الرايات بقوله: ((من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعوا إلى عصبية أو ينصر عصبية فقاتل فقتلته جاهلية)) رواه مسلم. وقال: الحمد لله الذي وفق خادم الحرمين الشريفين إلى هذا القرار الحكيم في حفظ الأمة والبعد عن الفرقة وحفظ الأمن والاجتماع والتصدي لكل فكر ضال أو حزب دخيل، فإن ما يقع اليوم من مشكلات وإثارة للفتن والضلال بين الناس لا يقع إلا من تلك الدعوات الخفية التي ينادي بها أصحابها وهم يؤسسون لمبادئ الضلال والفرقة وترك العمل بالسنة، وستبقى هذه المملكة قوية منيعة شامخة بدينها وقيادتها وسيبقى رجالها بالمرصاد لكل من يريد المساس بأمنها وأهلها.