للجهاد الإسلامي ضوابط تتمثل في موافقة ولي الأمر تبعاً لقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جُنّة يقاتل من ورائه ويتقي به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجراً وإن قال بغيره فإن عليه منه". فيما الضابط الثاني للجهاد أن يكون تحت راية الإمام لقوله -صلى الله عليه وسلم: "ومن قاتل تحت راية عُمِيَة يغضب لعصبة أو يدعو لعصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب بَرَها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه"، والضابط الأخير يتعلق بالقدرة على الجهاد. لكن ما نراه اليوم هو امتداد للأمس حين غُرِر بشبابنا السعودي في صراعات دموية في عدة بلدان آخرها تجنيدهم للجهاد في سورية التي تُعاني إبادة دموية قاسية وتشريداً جماعياً ظالماً على يد النظام السوري المجرم، إلى جانب نشوء تناحر تنظيمات مسلحة شوشت على الجيش السوري الحُر فاختلطت الأمور وتشعبت الأحداث. فمن أذن لكم يا شبابنا الغالي للنفير المُضلِل؟ وتحت راية مَن أنتم تقاتلون؟ فهل يرضيكم عِصيان ضوابط السنة النبوية المطهرة للجهاد؟ وهل يعقل أن تقذِفوا ناصحيكم بالنفاق كما يُردد مُجندوكم المحرضون الذي استغلوا حماسكم وعواطفكم الدينية لتحقيق مكاسبهم وأهدافهم الخبيثة الخفية؟ لقد عكف تنظيم القاعدة الإرهابي على التصيد الإلكتروني لشبابنا وبخاصة أولئك الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين في شبكات الإعلام الاجتماعي بهدف التأثير الجمعي، وقد أراد الله فضح جهادهم المزعوم حينما وجهوا مجنديهم من شبابنا المغلوب على أمرهم باستغلال قضايا الموقوفين والمحكومين في جرائم الفئة الضالة لإثارة الفتن والتحريض على المظاهرات في بلادنا عبر تغريداتهم في تويتر ونداءاتهم في الكيك واليوتيوب. #ماذا لو استوعب شبابنا المغرر به بأنهم ارتكبوا جريمة في حق دينهم وحق وطنهم وحق ذويهم، وبأن وطنهم الذي يشتمونه لايزال يفتح ذراعيه لهم ليحتضنهم ويضعهم في مسار الدين القويم والمواطنة الصالحة. * مستشار وباحث نفسي في قضايا الأمن الفكري