فضل الله على عباده كبير وكثير من ذلك ما يناله من يسجد لله شكرا. «إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة، فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدى فريضتي وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه يا ملائكتي ماذا له؟، فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك، ثم يقول الرب تعالى: ثم ماذا له؟، فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك، فيقول الرب تعالى: ثم ماذا؟، فتقول الملائكة: يا ربنا اكفه ما همه، فيقول الرب تعالى: ثم ماذا؟، فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة، فيقول الله تعالى: يا ملائكتي ثم ماذا؟، فتقول الملائكة: يا ربنا لا علم لنا، فيقول الله تعالى: لأشكرنه كما شكرني وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي». ماذا يضرنا لو سجدنا سجود شكر كل يوم؟ هي سجدة وليست صلاة؟ وإن كان من الأفضل أن يسجد على طهارة ويكون مستقبلا القبلة. فمن تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، فيسن له أن يسجد شكرا لله، سواء أكان متوضئا أو غير متوضئ، وسواء أكان مستقبلا القبلة أو غير مستقبل القبلة. وأنا هنا أقول: اسجدوا سجدة الشكر بعد كل صلاة.. وقولوا مثلا: أحمدك ربي وأشكرك على هدايتك لي وعلى كل شيء وهبتنيه ورزقتنيه في هذه الحياة الدنيا من غير حول مني ولا قوة ثلاث مرات. حديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار. قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد. قال: أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا، ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا، فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا، فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود». السطر الأخير: ألا بالشكر تدوم النعم.