كفل أخي ابن عمه كفالة غرم وأداء، وهو ذو الواحد والعشرين سنة، والآن هو مطالب بسداد ذلك الدين مع العلم بأنه لا يملك شيئا وليس موظفا؟. كفالة الغرم والأداء سبق أن تم تعريفها لدى علماء الشافعية، بأنها التزام حق ثابت في ذمة الغير أو إحضار من عليه الدين أو عين مضمونة، وكذلك عرفتها الحنفية بأنها ضم ذمة الكفيل إلى ذمة الأصيل في المطالبة. من هذين التعريفين، تبين لنا مدى خطورة وأهمية الكفالة والتي للأسف عادة ما يستهتر بها الناس، خاصة في بلادنا لعدم معرفة وإدراك عواقبها واعتبارها مجرد توقيع على ورق لا يؤثر على شيء، إلا أنها في الواقع التزام وضمان على عاتق الكفيل ربما يؤدي به إلى تدمير مستقبله في حال عدم استطاعته على سداد ذلك الالتزام. لذلك كان من الأجدر بأخيك وهو في ذلك العمر المبكر، عدم التقدم إلى خطوة كالكفالة ما لم يستشر فيها من هو أخبر وأعلم منه، خاصة أنه غير موظف ولا يملك مالا كي يسدد ذلك الالتزام. وبما أن أخاك قد ضمن والتزم بسداد دين مكفوله في حال عدم مقدرة ذلك الأخير على سداده، فيتوجب عليه الالتزام بذلك حتى لا يعرض نفسه للسجن، ولو لم يستطع فيجوز له رفع دعوى إعسار لدى المحكمة ويقدم ما يثبت ذلك وهذا لا يغنيه عن التزامه.