أكد المترجمان السعوديان الدكتور عبدالله الطيب وخلف القرشي أمس خلال ندوة المترجم السعودي التي أقامها النادي الأدبي في الطائف وحاضرا فيها أن الترجمة تتطلب مجهودا كبيرا وإدراكا واعيا للأحاسيس والثقافة مع النص الأصلي بخلاف تطابق الكلمات كما في محرك البحث العالمي «جوجل» الذي لا يستطيع بلوغ النشوة وعشق المترجم عندما يتعامل مع الأدب سواء في القصة أو الرواية أو الشعر. وقال الدكتور عبدالله الطيب إن الترجمة لا تخلو من العشق الأدبي المليء بالثقافة ومعايشة المفردة الأصلية بكل تفاصيلها وأحاسيس المشاعر فيها وقال إن الترجمة هي نقل المعرفة الأجنبية لغرض الفائدة والمتعة، وبالنسبة للترجمة الأدبية هي إعادة كتابة النص عاتبا على من ينعت المترجم بالخيانة الأدبية عندما يتعامل مع نص أجنبي وقد ترد فيه بعض الخطوط الحمراء التي لا يجد معها سوى الأمانة بنفس المشاعر مع استبدال بعض المفردات بما يتناسب مع فكر وعادات المستهدف من الترجمة كورود مثلا الخمور والكحول فيضطر المترجم إلى استجلاء ثقافته الحادة فيها والتصرف معها بحذر في استبدالها بالشراب مثلا أو اللبن، كاشفا أنه أوصل القصة السعودية النسائية للعالم من خلال أول ترجمة قصة نسائية للكاتبة السعودية وفاء الطيب وترجم أيضا نصا شعريا للشاعر السعودي علي الدميني الذي فاز بجائزة الشاعر محمد الثبيتي التي أقامها النادي الأدبي في الطائف سابقا، إضافة لترجمته نصا شعريا آخر للشاعر عبدالله الصيخان وعدد من الكتاب العرب والأجانب. وقد تحدث عن أهمية الترجمة في الأدب والثقافة، مستشهدا بالأجناس الأدبية من شعر وقصة ورواية في اللغة العربية واللغات الأجنبية. أما خلف القرشي فكشف النقاب عن بداياته مع الترجمة مشيدا بدور صحيفة «عكاظ» التي لها اليد الطولى في الفضل كما ذكر بنشر عدد من ترجماته واهتمامها ونشرها وتوجيهاتها مثنيا على الدور والتشجيع الذي لاقاه من شقيقه الدكتور عالي القرشي مذ كان طالبا في المرحلة الثانوية وحثه على القراءة والمثابرة في هذا المجال واستعرض كذلك بعض أساتذته في الجامعة الذين كان لهم جهود واضحة في مسيرته في الترجمة، وقال إن المترجم في الواقع قد يضطر لخيانة النص المترجم لتجاوز بعض الخطوط الحمراء باستخدام لغوي وثقافة عالية، موضحا أن أول إصدار له مترجم كان في عام 1415ه عبر نادي الطائف ضم قصصا لكتاب روس وأمريكيين ومكسيكيين ثم تلاه إصدارا آخر بعنوان «وقال نسوة» صدر عن أدبي مكة.