جددت ندوة "المترجم السعودي .. تجربة وطموح" التي نظمها نادي الطائف الأدبي مساء أول من أمس وشارك فيها المترجمان، الدكتور عبدالله الطيب وخلف سرحان القرشي، وأدارها خالد المرضي، النقاش حول هموم وقضايا الترجمة، كالنظرة الدونية للمترجم، والحقوق، ورداءة واقع الترجمة في البلاد العربية مقارنة بالدول الأجنبية، وأهم المعوقات والتحديات التي تواجهها، ومن أبرزها اعتماد الجهود الفردية والذاتية للمترجمين، وضعف دور المؤسسات الثقافية والأكاديمية في مجال الترجمة، ومنها عدم التفات الجامعات لكراسي الترجمة. وقال الدكتور الطيب إن الترجمة مهما أوتيت من بلاغة فإنها لا تستطيع الاقتراب من النص الأصلي، مشيرا إلى أن الترجمة لم تحقق المأمول بسبب غياب مراكز الترجمة والاستراتيجيات والرؤى غير الواضحة مطالبا بمراكز ومؤسسات وطنية للترجمة ترتبط بالمؤسسات العلمية والأندية الأدبية والجامعات. وقال إن المراكز والهيئات تدعم المترجم. وتعرض القرشي للعوائق التي تعترض المترجمين، ذاكرا أنها العوائق ذاتها، التي تعترض المبدعين والمثقفين كون الترجمة جزءا من الثقافة، ومنها الرقابة والتسلط الفكري، مستشهدا بأن استبدال كلمة النبيذ مثلا في بعض الأعمال المترجمة بكلمة القهوة أو العصير تعتبر خيانة للعمل المترجم يرتكبها المترجم قسرا. وأشار القرشي إلى معاناة المترجم من سرقة حقوقه، ومبالغة بعض الناشرين في طلب مبالغ خيالية، إضافة إلى النظرة الخاطئة للمترجم على أنه في المرتبة الثانية من الإبداع بعد المبدع، مبديا استغرابه من عدم وجود كراسي للترجمة في الجامعات السعودية. وأشار القرشي إلى أن عصر انفجار المعلومات وعصر التقنية زاد من الحاجة إلى الترجمة، وأن الصرف على الترجمة عالميا يقدر بمليار دولار بنهاية العام المقبل 2015. وكان الدكتور الطيب قد تناول في بداية الندوة أهمية الترجمة وصفات المترجم، خاصة في المجال الإبداعي واستشهد بالأجناس الأدبية، كما تحدث عن جهوده في ترجمة بعض النصوص الشعرية لعدد من الشعراء السعوديين، ومن أبرزهم علي الدميني، وعبدالله الصيخان.