أوضح الشاعر حسن الصلهبي ل«عكاظ» أن مشروع الترجمة الذي يتبناه أدبي جازان حقق نجاحا ملموسا تجاه نقل اللغة العربية والمحكية إلى لغات أدبية أخرى، مؤكدا أهمية الترجمة في نقل ثقافة الآخر لخدمة القول الأدبي من حيث هو لغة خطابية تسعى للتواصل، إذ ينصرف ذلك إلى المعيار القيمي للمتجه الثقافي والإنساني دفعة واحدة، وقال: «ترجمة الأدب الإنساني يكتسب أهميته من زاوية أن الإنسان لا يستطيع العيش بمنأى عن الثقافات الأصيلة والمزدهرة»، وبين أن شعراء أمريكا في مطلع القرن العشرين اتجهوا بقوة للثقافات الشرقية اليابانية والصينية وللإرث الثقافي والأدبي الفرنسي؛ لوعيهم بهشاشة الثقافة الأمريكية وصغرها إذا قورنت بثقافات أخرى سبقتها، ووظفوا ذلك أحسن توظيف لإثراء منجزهم الشعري الحديث الذي أصبح محط أنظار الدارسين والباحثين والمتذوقين. وحول أهم المعوقات التي تواجههم بجازان أثناء النقل من العربية إلى الإنجليزية قال: «الترجمة خيانة للنص الأصلي في كل حالاتها، ولكنها مهمة جدا ولا يمكن أن يزعم أحد بقدرته على الاستغناء عنها خصوصا في مجالات الطب والعلوم التجريبية والتقنية وكذلك في الفنون والآداب، أما ترجمة الشعر فهي بالتأكيد الأصعب مراسا». من جهتها، بينت المترجمة والقاصة تهاني إبراهيم ل«عكاظ» أن مشروع ترجمة النتاج الأدبي في مرحلته الأولى عني بتوثيق مسيرة القصة القصيرة في جازان، وروعيت التعددية في اللكنات، كما هو معمول به في كل الأعمال الأجنبية، وأضافت أن المرحلة الأولى شملت ترجمة مجموعة «الأوغاد يضحكون» القصصية لعبده خال، مشيرة إلى أن هناك كتابا لم ينشروا أعمالهم في كتب مثل القاص عبدالعزيز الهويدي والقاص سهلي بن سهلي عمر (رحمه الله) ما أجبر فريق الترجمة إلى الاتجاه للكتب المؤلفة عنهم ككتاب «قراءات نقدية في القصة القصيرة» لمحمد بن يوسف الصادر عن نادي جازان الأدبي عام 1992م للحصول على أعمالهم، وأوضحت أن عدد المجموعات القصصية التي تم اختيار النصوص منها تجاوز 25 مجموعة تقريبا.