أصبحت أرصفة الطرقات ملجأ لكثير من الشباب، الذين يجدون في اجتماعاتهم متنفسا لهم في ظل غياب الأماكن الترفيهية والنشاطات الاجتماعية والثقافية من قبل بعض الجهات المعنية، بجانب قلة الأماكن المخصصة للشباب، الأمر الذي دعا شريحة منهم للركون إلى الأرصفة والالتقاء بأقرانهم لتفريغ طاقاتهم سواء بشكل سلبي أو إيجابي. وعزا بعض الشباب اللجوء لذلك السلوك، نظرا للعوائق التي تواجههم أمام هواياتهم وقلة الأماكن الترفيهية، وغياب رجال أعمال المنطقة عن إقامة النشاطات التجارية التي تهتم بالشباب وتخدم الوطن، مؤكدين أن أغلب النشاطات التجارية تهتم بالربح فقط دون النظر إلى حاجة المجتمع، ومنهم الشباب الذين يشكلون فيه الشريحة الأكبر. في البداية، طالب الشاب تركي الهويدي، الذي يهوى كرة القدم، بتوفير أماكن خاصة بالشباب في الأحياء أو في الأماكن العامة وتجهيزها وتهيئتها بالطريقة المناسبة لتفريغ طاقات الشباب بشكل إيجابي، مشيرا إلى أنه من الممكن العمل على المواقع التي يرتادها الشباب وتطويرها لتناسب هذه الفئة التي تبحث عن العناية والاهتمام، مؤكدا عدم معرفته بأنشطة مراكز الأحياء وما تقدمه من خدمات. ويرى خالد الدوسري، أن الشوارع للأسف أصبحت المكان المناسب للكثير من الشباب الذين يقضون أوقاتا طويلة فيها أو في المجمعات التجارية وإزعاج المتسوقين، مطالبا الأمانة بتوفير أماكن ووسائل ترفيه للشباب وتفعيل دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مؤكدا بأن الشاب متى ما وجد المكان المناسب سيتجه له، حيث الحاجة ماسة جدا لمراكز متكاملة ومستمرة طوال العام لاحتواء الشباب. وأشار الشاب محمد الشهري، إلى أن هوايات الشباب كثيرة جدا، ومع ذلك يجب أن يمارسها الشاب أو سينعكس ذلك سلبا على سلوكه، مبينا أن توفير مواقع مخصصة لهم سيسهم في حل الكثير من الإشكاليات التي ظهرت على السطح خلال الفترة الماضية. من جهته، أكد مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن توجهات أمانة المنطقة الشرقية تقوم على تركيز الجهود لإعطاء الشباب ما يستحقونه من عناية في توفير الملاعب، التي أثبتت نجاحها في توجه أعداد كبيرة من الشباب لاستخدامها، مشيرا إلى أن الأمانة وجهت مؤخرا بإنشاء 25 ملعبا لكرة القدم خلال هذا العام في كل من الخبر والدمام، وذلك لزيادة المتنفسات المتاحة للشباب واستغلال أوقاتهم بالشكل السليم، وتعد تلك الملاعب في حال إنجازها إضافة جديدة للمشاريع الترفيهية والرياضية التي تنفذها الأمانة، كما تسهم في تنميتهم جسديا وذهنيا بممارسة كافة الأنشطة الرياضية داخل الأحياء السكنية، وإيجاد مواقع للكبار تمكنهم من ممارسة الرياضة. وتضاف تلك الملاعب إلى 100 ملعب آخر لكرة القدم تم تنفيذها بشكل رائع، حيث زرعت بالعشب الصناعي وملاعب متعددة الأغراض، حيث اهتمت بتوزيع تلك الملاعب في جميع المناطق لخدمة للشباب، بعد أن كان في السابق التركيز على إيجاد حدائق ومنتزهات ترفيهية للعوائل قبل إنشاء تلك الملاعب.