نجح نواف العابد في انتزاع مكانة خاصة له بين نجوم الفريق الأول في فريقه على نحو يحاكي به قلة من الأسماء التي أصبحت رقما مهما في خارطة الهلال، كان أول المراهنين عليه البلجيكي إريك جريتس والأرجنتيني كالديرون قبل أربعة مواسم، وضع لنفسه خلالها نمطا خاصا في طريقة اللاعب سبقت عمره الصغير، حين مازج بين دوره صانعا للعب وهدافا للفريق. يجيد نواف أدوار المهاجمين بشكل مميز، وهو بالنسبة لأي مدرب ورقة رابحة يمكنه الزج بها في عدة مراكز حسبما تسير المباراة، يبرع دوره في صناعة اللعب ووجوده خلف المهاجمين، أو الزج به وسطا أيسر نظير قوته في هذه الخانة. الحاسة التهديفية لنواف العابد عالية وهو من هدافي الفريق هذا الموسم، رغم أنه وبحسب مراقبين دون الطموحات والتطلعات، ودون المستوى الذي كان عليه في وقت سابق، ويعول عليه في أن يكون سلاحا قويا بيد المدرب الوطني سامي الجابر في مواجهاته الآسيوية. يعاب عليه مزاجيته، وعدم انضباطه، وتعرض في الموسمين الأخيرين لجملة انتقادات طالته فضلا عن تحويله للتمارين الانفرادية أكثر من مرة، الأمر الذي أخفت كثيرا من بريقه خاصة هذا الموسم، إذ أصبح خيارا احتياطيا في أغلب المباريات، وهو الذي منحه الجابر شارة القيادة دعما له في أوقات مختلفة. نواف يمتلك قدرة على المراوغة في المساحات الضيقة، وقراءة زملائه بشكل جيد، وإسقاط الكرات في العمق وخلف المهاجمين، لكن يعاب عليه صعوبة استخلاص الكرة من أقدام اللاعبين بسهولة، وعادة ما يكلف تهوره الفريق الكثير من الخسائر خاصة في الموسمين الأخيرين. يحسب للعابد أنه يجيد التغلب على كثير من الإشكالات التي تواجهه، ولديه قدرة العودة إلى وضعه الطبيعي بين فترة وأخرى، إلا أنه هذا الموسم لم ينجح حتى الآن في السيطرة على انفعالاته، وتسبب في حرمان الفريق من بطولته المفضلة بجزائية غير منتظرة، ولم يقدم خلال الدوري ما يشفع له بالإشادة بحسب كثير من الآراء التي وصفته بالعبء على الفريق. ينتظر من نواف أن يعود إلى تمارين الفريق بجدية، وأن يستفيد من تجارب الآخرين، حيث دخل في دوامة هبوط في المستوى منذ تجديد عقده.