شهد هذا الموسم عودة المنافسة بين الغريمين التقليديين النصر والهلال وهو ما شكل إضافة للكرة السعودية وإثارة كبيرة في ظل التنافس التاريخي بين الناديين خلال الأعوام الماضية، الفريقان يتنافسان على لقب دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين والمطاردة بينهما مستمرة ويبدو أنها ستظل كذلك حتى الجولات الأخيرة، ولأنهما يصنفان على أنهما أفضل فريقين في هذا الموسم فقد تمكنا من الوصول إلى نهائي مسابقة كأس ولي العهد، التنافس النصراوي الهلالي لم يقتصر على النقاط في الدوري أو نهائي الليلة على كأس ولي العهد كون هنالك منافسة بين مهاجمي الفريقين اللذين يتسابقون على انتزاع الأفضلية في هذا الموسم، فالنصر يمتلك أفضل هجوم في الدوري إذ سجل 46 هدفاً ويأتي الهلال خلفه ب 45 هدفاً، وفي مسابقة كأس ولي العهد يتساوى الفريقان بسبعة أهداف لكل منهما، ولعل ما يميز تفوق النصراويين والهلاليين هجومياً أنه جاء بصناعة محلية بتواجد مهاجمين مميزين هما محمد السهلاوي وناصر الشمراني. السهلاوي السهلاوي الذي يُعتبر متخصصاً في شباك الهلال ساهم بشكل كبير في تصدر "العالمي" للدوري السعودي من خلال مستوياته التي قدمها في المباريات التي لعبها، وبالرغم من مشاركته كلاعب بديل في مباريات كثيرة إلا أنه كان في كل مرة يرد على المدرب الأرجوياني كارينيو ويُثبت له بأنه الرقم الصعب في الهجوم النصراوي، كارينيو لم يكن مقتنعا بإمكانيات السهلاوي وكانت الإدارة قريبة من بيع عقده قبل بداية الموسم، لكن شاءت الأقدار في أن يحصل السهلاوي على الفرصة بعد أزمة الثلاثي البرازيلي النصراوي وتمكن فعلاً من إثبات وجوده وجدارته وسجل السهلاوي لفريقه أهدافاً حاسمة أخرست كل المشككين في إمكانياته التهديفية التي يتميز به. محمد السهلاوي الذي ولد في الهفوف عام 1987م بدأ مشواره مع كرة القدم كأي لاعب آخر في حواري منطقته "الأحساء"، واستطاع لفت انظار مسؤولي القادسية إذ سجلوه في كشوفات النادي عام 2003م مقابل 40 ألف ريال وسيارة، ولعب السهلاوي للقادسية ستة مواسم شارك خلالها في دوري الدرجة الأولى وقاد الفريق للصعود إلى الدوري الممتاز، عام 2009م كان مختلفاً بالنسبة للسهلاوي كونه وقع لأحد الأندية الكبيرة إذ ارتدى شعار النصر في ذلك العام بعد صفقة كانت هي الأغلى في السعودية وتجاوزت ال30 مليون ريال، وبحسب الموسوعة الحرة ويكبيديا فإن السهلاوي إلى ماقبل هذا الموسم تمكن من تسجيل 49 هدفاً للنصر في الدوري، وثمانية أهداف في كأس الأمير فيصل، وهدف في كأس ولي العهد، وهدفين في كأس الخليج للأندية، وهدف في دوري أبطال آسيا. في هذا الموسم فرض السهلاوي اسمه منافساً على صدارة ترتيب هدافي دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين بالرغم من عدد الدقائق التي تعتبر قليلة مقارنة بمنافسيه إذ سجل 11 هدفاً خلال ال 1036 دقيقة بمعدل هدف في كل 94.18 دقيقة لعبها وهو معدل يتفوق به على هداف الدوري ناصر الشمراني الذي يسجل هدفاً في كل 124.93 دقيقة، ولعل لغة الأرقام تنصف السهلاوي وتؤكد بأنه ورقة رابحة لمدربه الأرجوياني إذ أنه كان يسجل في المباريات التي يشارك فيها في الشوط الثاني من خلال تسجيله ثمانية أهداف في الشوط الثاني. هذا هو الموسم الخامس للسهلاوي مع النصر ومع ذلك فإنه لم يتمكن من التتويج مع الفريق بأي بطولة، لذلك فإنه يسعى اليوم بجدية لفعل ذلك وترجمة مستوياته الكبيرة في هذا الموسم. في المقابل فإن هجوم الهلال في هذا الموسم أضحى يشكل مصدر قوة ل "الزعيم" الذي يغازل الليلة البطولة ال 55 في تاريخه، وذلك بعد أن جلبت الإدارة أفضل مهاجم سعودي في الأعوام الأخيرة ناصر الشمراني أو "الزلزال" كما يُلقب، ويعتبر الشمراني ماكينة تهديفية إذ يعرف طريق المرمى جيداً بدليل حصوله على لقب هداف الدوري السعودي أربع مرات، بالإضافة إلى تحقيقه ألقاباً تهديفية عدة، ويمتاز الشمراني بأنه من الخبرة ترجح كفة «الزلزال».. والسهلاوي يرد على قناعات كارينيو بالأرقام المهاجمين القلائل الذين لا يجيدون الفلسفة أمام المرمى علاوة على ذلك فإنه يمتلك جميع مقومات المهاجم الهداف من سرعة ومهارات عالية وردة فعل سريعة وغيرها من المميزات، ونجح "الزلزال" في تطوير إمكانياته في الأعوام الأخيرة بعد انتقادات عدة واجهته بسبب عدم إجادته لعب الكرات الرأسية وميله للعب الفردي غالباً إذ أصبح في الموسمين الأخيرين يمتاز بلعب الكرات الرأسية وبصناعة اللعب والأهداف للمهاجمين حتى أنه بات ينافس صُناع اللعب. ناصر الشمراني الذي بدأ حياته الكروية في مكةالمكرمة التي ولد فيها عام 1983م تنقل بين ثلاثة أندية إذ ارتدى شعار الوحدة ثم الشباب فالهلال، وتُعتبر أيامه مع "الليوث" هي الأبرز في تاريخه إذ تمكن من تسجيل أكثر من 100 هدف نال من خلالها لقب هداف الدوري السعودي أربع مرات (2012،2011،2009،2008)، وهداف كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال عام 2008م، وعلى صعيد الألقاب الفردية نال جائزة أفضل مهاجم في السعودية عامي 2008م و 2012م، هذه الألقاب والمستويات الكبيرة التي قدمها الشمراني مع الشباب وقاده من خلالها للتتويج بذهب بطولات عدة لم تشفع له باختتام مسيرته مع النادي العاصمي بعد أن اتسعت رقعة الخلافات بينه وبين المدرب البلجيكي برودوم طالب على اثره الأخيرة بعدم استمرار اللاعب ومنحه فرصة الرحيل بمباركة إدارة النادي، ولعل الهلاليين يدينون بفضل كبير لبرودوم كونه وقف وراء تعاقد ناديهم مع الشمراني. ومع الهلال لا يزال الشمراني يواصل هوايته المحببة من خلال تزعم صدارة هدافي الدوري ب 14 هدفاً، ولعل البارز في أهداف الشمراني أنها جاءت في 12 مباراة. الشمراني لم يسبق له وأن توج بكأس ولي العهد ويطمح الليلة في أن يتذوق طعم هذه البطولة بالرغم من أنه لعب مباراتها النهائية مع الشباب لكنه خسر من الهلال صفر-1.