على إثر نشري مقالين خلال الأسابيع الماضية عن متاحف النقود الإسلامية والنقود التي ضربت في البلاد الإسلامية بأسماء نساء مسلمات تولين الحكم لمدد زمنية مختلفة، وصلني كتاب جميل بعنوان (المجموعة) يحوي صور بعض العملات المعدنية والورقية منذ ألف وأربعمائة عام وإلى الآن، وهو هدية كريمة من مؤلفه الأستاذ عبدالمجيد محمد الخريجي. وهو كما يعرف نفسه في مقدمة كتابه، من هواة جمع العملات وقد تعلق بجمع العملات الإسلامية والتعريف بها والتأليف حولها منذ فترة طويلة، وهذا الكتاب يمثل الإصدار الثاني له، فقد سبق أن صدر له كتاب بعنوان (الدينار عبر العصور الإسلامية) وهو مختص بعرض الدنانير الذهبية في العصور الإسلامية. أما هذا الكتاب الذي بين أيدينا فمختص بعرض مجموعة متنوعة من المسكوكات الذهبية والفضية والنحاسية والمعدنية والورقية، التي تمتد فترتها التاريخية منذ عام 34 للهجرة وإلى آخر ما صدر من عملات في عهد الدولة السعودية. وهي كما يقول عنها المؤلف تمثل مجموعته الخاصة من العملات. الكتاب في شكله العام من القطع الكبير ويقترب عدد صفحاته من خمسمائة صفحة من الورق السميك ومجلد تجليدا فاخرا، وقد وضعه صاحبه باللغتين العربية والإنجليزية معا ليسهل للباحثين وهواة جمع العملات من غير العرب الاطلاع عليه والاستفادة منه. والكتاب يحتوي على (1358) صورة كبيرة من صور العملات المختلفة، وهي صور في غاية الوضوح ومكبرة عن حجمها الحقيقي ليتمكن القارئ من قراءة ما عليها من كتابات، وقد رتبها المؤلف متسلسلة حسب تاريخ الزمن الذي تنتمي إليه، ودون إلى جانب صورة كل عملة بعض المعلومات المهمة عنها باللغتين العربية والإنجليزية، مثل نوع العملة ووزنها وقطرها الحقيقي، والعصر الذي سكت فيه ومكان السك والحاكم الذي صدرت في عهده وتاريخ إصدارها، إلا أن الكتاب أغفل فيه ذكر نوع المادة التي سكت منها العملة، ولعل المؤلف يضيف ذلك في الطبعات القادمة. وتمثل صور العملات المدونة في الكتاب أنواعا كثيرة من النقود تراوحت بين الفلس والدرهم والدينار والقرش والريال والروبية وغيرها، كما اختلفت تلك العملات في أشكالها، فبعضها دائري الشكل وبعضها بيضاوي وبعضها مستطيل، وقد لفت نظري شكل العملات المستطيلة التي أراها لأول مرة، فبعضها على شكل ملقط وبعضها على شكل حرف v منفرجة، إلا أنه مع الأسف لم تدون بجانب هذه العملات الغريبة الشكل المرحلة التاريخية التي كانت تتداول فيها واكتفي بالإشارة إلى أنها استخدمت في المنطقة الشرقية فقط. كما توجد صور لعملات تعود إلى العصر العثماني ذات أسماء طريفة مثل خيرية وربع فندق، وزيري محبوب، وربع عدلي. كذلك احتوى الكتاب على صور كثيرة للعملات في الدولة السعودية من فئة الريال والجنيه والقرش ونصف القرش وربع القرش. وهي كلها تمثل كنزا تاريخيا كبيرا. أكرر شكري للأستاذ عبدالمجيد الخريجي، وأهنئه على هذه الهواية التي حولها إلى علم ينتفع به الناس.