يبدأ زائر جناح مؤسسة النقد العربي السعودي بالاطلاع على بدايات سك النقود واستعمالها بدءا بعصر ما قبل الإسلام، ومرورا بالعصور المختلفة التي تلته، وإلى أن يصل إلى النقود المستعملة في العصر الحديث، وتحديدا في العهد السعودي. وتشارك مؤسسة النقد العربي السعودي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (بالجنادرية) من خلال متحف النقود والعملات الذي أسس مع البدايات الأولى لمهرجان الجنادرية، وتسعى المؤسسة للقيام بدورها في تثقيف مرتادي المهرجان فيما يخص النقود قديما وحديثا وطباعة العملات في وقتنا الحاضر، مستغلة هذه الفرصة لرفع الحس الأمني لدى كل زائر وذلك بشرح ما تتضمنه العملة السعودية من علامات أمنية دقيقة يستطيع الزائر من خلالها التفريق بين العملة السليمة والمزيفة، سواء بالشرح المباشر أو بعرض البرامج المصورة، أو بتوزيع المطويات التوعوية. واشتمل متحف المؤسسة في الجنادرية على عديد من القاعات التي تحتوي على العملات النقدية السعودية التي جرى سكها منذ بداية تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا بالإضافة إلى نقود العصر الإسلامي وتشتمل على النقود من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر ونقود السعودية بدءًا من إيصالات الحجاج التي صدرت في عهد الملك عبد العزيز عام 1372ه وحتى الإصدار الخامس الذي صدر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك نقود الميداليات الذهبية والفضية التذكارية التي سكتها المؤسسة. وأبرز جناح مؤسسة النقد المشارك الوسائل التي يتعرف المواطن والمقيم من خلالها على العملات السليمة من المزورة. وعرضت المؤسسة أفلاما وثائقية ووزعت كتبا ومطبوعات خاصة تبين طرق فحص الأوراق النقدية، والتعرف على العملة السليمة، وعلاماتها الأمنية، إضافة إلى توزيع العديد من النشرات الإحصائية والتقارير السنوية الخاصة بمؤسسة النقد. وقال ل "الرياض" رئيس جناح مؤسسة النقد بالجنادرية فهد بن حسين الفضلي أن المؤسسة حريصة على حماية المواطنين والمقيمين من الوقوع في تضليل المزيفين وذلك بإبراز الدور المناط بها لحماية النقد السعودي. وأوضح الفضلي أن مشاركة المؤسسة شملت العملات النقدية القديمة والمسكوكات الإسلامية وفي العصور الحديثة. رئيس الجناح يطلع الزوار على العلامات الأمنية للنقود وقال: ركزنا هذه العام على العملة الإسلامية في أقطار الدولة الإسلامية من حيث الطراز ونوع الخط والعبارات التي نقشت على العملة، إضافة إلى العملات التي تم تداولها قبل البعثة المحمدية ومنها الدراهم الساسانية والدنانير البيزنطية ، التي كانت تتداول في جزيرة العرب، مضيفا أن الجناح يعرض العملات في وقت الخلفاء الراشدين، وما زيد فيها من عبارات إسلامية مثل بسم الله والحمد لله والله أكبر. وأشار رئيس الجناح إلى أن العرض الصوتي والمرئي يتضمن التسلسل التاريخي للعملات الإسلامية منذ تعريبها، التي تبرز تطور الكتابة واختلاف العبارات على النقد والطرز بما يميز كل دولة عن غيرها على مر العصور، ويشمل نماذج من العملات التي كانت متداولة في أنحاء الجزيرة العربية قبل العهد السعودي، ونماذج العملات العثمانية والنمساوية والمتمثلة في " التالر النمساوي " الذي أطلق عليه " الريال الفرانسي " الذي دمغ عليه كلمة الحجاز ونجد في بداية عهد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله. وأوضح أن جناح المؤسسة يحتوي على عرض نماذج من العملات السعودية والمعدنية والورقية التي ترصد تطور النقود في العهد السعودي من الريالات الفضية والجنيهات الذهبية مرورا بنصف القرش البرونزي المدموغ بتوقيع " طغراء " باسم الملك عبد العزيز سنة 1343ه ومكان السك في أم القرى ، وبدايات طرح إيصالات الحجاج وما تبعه من طرح أول إصدار نقدي سنة 1381ه إلى آخر إصدار طرح في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله 1428ه . إلى جانب عرض الميداليات التذكارية التي سكت في عدة مناسبات وطنية وكان آخرها ميدالية ذهبية سكت بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس أرامكو بمقاسين كبير وصغير وكذلك ميدالية فضية. وتقدم المؤسسة في جناحها، خدمة صرف النقد واستبدال التالف منها، وذلك بعد التأكد من سلامتها من التزوير، ولذلك يشهد الجناح إقبالا كبيرا من زوار المهرجان.