يهوى محمد العراقي جمع العملات، حيث يمتلك عشرة آلاف عملة ورقية، وسبعة آلاف عملة معدنية، من 160 دولة، وهوايته لا تقتصر على جمع العملة فقط، بل يجمع العملات ذات الأرقام المتميزة أو الشكل الفني، أو لمناسبتها التاريخية، جمعها على مدى سنوات عديدة، .. سافر والتقى واشترى، وباع، وقايض عملات بأخرى، حتى أصبح الأشهر في المنطقة الشرقية في اقتناء العملات. عن بداياته في هذه الهواية التي قاربت الثلاثين عاما، يقول محمد العراقي "بدأت هوايتي منذ سنوات بعيدة، وأصبحت بمرور الوقت عاشقا لأشكال العملات وألوانها، وأرقامها المميزة، وتجذبني العملة الأوروبية القديمة التي تحمل صورا على شكل لوحات فنية، أو صورا لآثار البلد المعني أو صورا لتقاليد موجودة داخل البلد، لا يهمني التاريخ فقط، ولكن من الجانب التجاري أتعامل مع أهمية العملة من كل النواحي الجمالية والتاريخية وغيرها، وخاصة مدى تقبل السوق لها". وحول العملات التي تتميز بالجانب الفني، قال العراقي "بعض العملات تشبه اللوحات الفنية، مثلا عملات روسيا وشرق أوروبا، "دول الاتحاد السوفيتي السابق" جميلة وتحمل لوحات تعبر عن تقاليد وتراث كل دولة، خاصة عملات رومانيا وتشيكوسلوفاكيا، واليونان وألمانياالشرقية والمجر، وقد تميزت هذه البلدان بأنها استخدمت العملة لينقلوا للعالم ما يحبون أن يراه الناس في بلدانهم من خلال العملة الورقية أو المعدنية". وأضاف أن هذه البلدان تتميز بالاهتمام بالعملات، ووجود الهواة والمحترفين الذين يقتنونها، وهواة العملات منتشرون بالعالم، وهم أكثر من الهواة بالدول العربية، والأجانب عملهم أتقن وأميز من ناحية المعارض والمزادات ومتابعة كل جديد في هذه الهواية. ويضيف العراقي أن دول المغرب العربي أخذت الكثير من مميزات العملات الأوروبية، فعملات تونس والجزائر والمغرب قديما تميزت بأشكال فنية رائعة، لدرجة أن المرء لا يفرقها عن العملات الأجنبية، كما تتميز بألوان وتصاميم تعكس ثقافة البلد، وما يريدون أن يوصلوه للمتعامل بالعملة من الدول الأجنبية، وبعد توحيد العملة بالنسبة لأوروبا أصبحت تعتني بالشكل وتصمم نماذج كثيرة قبل أن تستقر على الشكل النهائي. ونوه العراقي بأن "العملات الأوروبية القديمة كانت أجمل بكثير من العملة الأوروبية الموحدة حاليا وهي اليورو الذي لا يشد الهواة أبدا، واذا ما لاحظنا عملات ألمانيا وسويسرا قبل اليورو فسنجد صورا لموسيقيين وفنانين ونحاتين وعلماء ومخترعين مشهورين يتصدرون واجهة هذه العملات". وأشار إلى أن "هناك دولا أفريقية تتميز بعملات جميلة جدا، حتى الدول الفقيرة مثل مدغشقر والصومال تتميز بعملات ذات أشكال رائعة، أما الدول الخليجية فتتميز عملاتها بتجسيد التراث والآثار الموجودة بها، أما الدول العربية عموما فتجسد غالبا المعالم المشهورة بها، وتكون بعض إصداراتها فضية أو ذهبية للذكرى فقط، وهي مطلوبه من الهواة كثيرا". وعن غرائب هذه الهواية قال العراقي إن هناك عملات تسمى بين الهواة ب "أنشر" وهي عملات غير متداولة، وإذا كانت أكثر من ورقة تكون متسلسلة، وهي عملات تتميز بأنها لم تلمس من قبل، ولها طريقة خاصة للمسها وحملها من خلال ملقط خاص بالطوابع، وعادة ما تكون أسعارها مرتفعة جدا، مثلا العملة التي قيمتها الفعلية عشرة ريالات قد يصل سعرها إلى 15000 ريال" مشيرا إلى أن نظافة العملة تحدد قيمتها، ولهذا النوع من العملات هواة ومقتنون. وعن العملة السعودية، قال العراقي إن لها وضعا خاصا بدول الخليج والعالم الإسلامي، ويطلق هواة جمع العملات على العملة السعودية الصادرة عام 1371 هجرية والتي يتم تداولها في موسم الحج ومنقولة إلى بلادهم ب "إيصال الحج"، وهي ترد للهواة عن طريق الحجاج عند عودتهم من الحج، حيث يرجع البعض منهم إلى بلدانهم ومعهم شيء من هذه العملات، ويحتفظ بعضهم بهذه العملة للذكرى، لأنها من بلد الحرمين الشريفين، ولهذا فهي مطلوبة لدى الهواة بأسعار مرتفعة.