رسالة اليوم من الدكتور محمد توفيق بلو أمين عام جمعية إبصار الخيرية وفيها يقول: لقد التمست من خلال هذه السنوات في إدارة الجمعية وتنمية مواردها المالية عبر طلب التبرع من رجال الأعمال والمؤسسات، وتأكد لي من خلالها الحاجة الماسة لنشر فكر جديد والتوعية وثقافة التبرع السخي واللائق لطبيعة الخدمات الخيرية والإنسانية التي تقدمها الجمعية الخيرية بصفة عامة وإبصار بصفة خاصة أسوة بما يقوم به رجال الأعمال في بعض دول العالم المتقدمة. إننا في جمعية إبصار لطالما اضطررنا لوقف بعض البرامج والخدمات التي نقدمها بسبب نقص الموارد المالية بحكم تأخر إعانة الوزارة ودعم المتبرعين إلا ما ندر والانتظار من رمضان إلى رمضان الذي تتدفق فيه التبرعات بتفاوت من عام إلى عام من بعض رجال الأعمال الذين تمثل تبرعاتهم للجمعية الملاذ الأخير من نقص الموارد البشرية. وفي المقابل نرى أن تبرعات رجال الأعمال في الدول المتقدمة اقتصاديا تفوق بكثير ما ينفذه رجال الأعمال في بلادنا فعلى سبيل المثال علمت من صديق البروفيسور مارك ولكنسون المدير الطبي ورئيس قسم إعادة التأهيل البصري في جامعة (ايوا) في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يشارك الجمعية منذ عدة سنوات في برامجها التدريبية لتأهيل أطباء العيون وأخصائي البصريات في مجال العناية الإكلينيكية بضعف البصر أنهم تلقوا تبرعا بمقدار 25 مليون دولار من السيد (ستيف وين) رجل الأعمال والرئيس التنفيذي لمجموعة منتجعات وين المحدودة بالولاياتالمتحدةالأمريكية المصاب بإعاقة بصرية نتيجة التهاب صبغي منذ العام 1971م وذلك تقديراً منه لجهود البحث العلمي الذي أنجزته الجامعة لعلاج مرض الالتهاب الصبغي بالعلاج الجيني وزراعة الخلايا الجذعية بعد أن أمضى 30 عاما يبحث عن أفضل وسيلة لعلاج حالته في شتى دول العالم وتوصل إلى حقيقة مفادها أن أبحاث جامعة (ايوا) تعتبر الأفضل والأقرب إلى الإنجاز، وقد تبرع بهذا المبلغ تسريعا للإنجاز البحثي أملاً أن يكون من أوائل المستفيدين منه، ويقول البروفيسور ولكنسون إنه يتوقع أن يبدأ العلاج مرحلة استعادة الإبصار لبعض حالات الالتهاب الصبغي الخلفي بعد سنتين من الآن. إن على رجال الأعمال مسؤولية في تنمية وتشجيع البحث العلمي في مجال علاج أمراض العمى ورفع الحس الإنساني في التفكير بالآخرين، حيث مررت مؤخرا بتجربة مع مكتب أحد رجال الأعمال السعوديين يمتلك بنكا سعوديا شهيرا أصيب بضعف بصر نتيجة لكبر السن واحتاج إلى شراء مكبر إلكتروني من الجمعية وفوض مدير العلاقات العامة بمكتبه بتناول هذا الأمر بعد أن أبلغ أن جمعية إبصار هي الجهة الوحيدة في المملكة التي بإمكانها تقديم الخدمة له وتوفير الجهاز الذي يحتاجه، وقد طلبت إدارته تخفيضا في قيمة الجهاز البالغة أحدى عشر ألف ريال. فخفضت له الجمعية خمسمائة ريال وهو الحد الأقصى الممكن وبحكم أن الجهاز لم يكن متوفرا احتفظ بالجهاز الذي أعارته إياه الجمعية للتجربة حيث لا يمكنه الانتظار ريثما يأتي الجهاز من أمريكا، وطلب من الجمعية أن تشتري لها جهازا بديلا، وقررت إدارته خصم مبلغ إضافي مقداره ألف ريال على اعتبار أن الذي احتفظ به مستخدم. وتمنيت أن يطلع رجال الأعمال على موقف السيد وين خصوصا وأنه قد تكررت مواقف مشابهة لبعض رجال الأعمال الذين لم يجدوا حلا لحالتهم إلا بمراجعة عيادة جمعية إبصار فحصلوا على الخدمة المطلوبة كسائر المستفيدين ودفعوا رسوم الخدمة وغادروا الجمعية دون أن يتبرعوا حتى بمبلغ 25 مليون هللة في الوقت الذي تتكبد الجمعية العناء في جلب تبرعات وموارد مالية لتغطية نفقات خدماتها الخيرية والإنسانية. السطر الأخير: {وما تقدموا من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}