ما كدنا ننسى تلك المشاهد المستفزة التي عرضها برنامج تلفزيوني لمربٍ من ذوي النفوس المريضة والعاهات النفسية أقل ما يقال عنه أنه بحاجة إلى تربية وتنقصه الإنسانية. ورغم ذلك نطالبه بتطبيق الأساليب التربوية من خلال التعامل الإنساني الكريم دون أن يخطر ببالنا أن فاقد الشيء لا يعطيه. فالأطفال هم أحباب الله وأسباب سعادة كل بيت ولهم علينا حقوق وواجبات كفلها القانون فقد خصص لهم يوم عالمي يعنى بأمرهم ويكافح أساليب العنف والقسوة ضدهم وما صاحب ذلك من إيذاء نفسي وبدني. واليوم تفاجئنا وسائل التواصل بمشهد أكثر قبحا وأشد مخاطرة إذ ينبئ بإنبات جيل غير سوي، فمتى كان العنف أسلوبا للتنشئة وطريقا لتهذيب النفوس ومعالجة الأخطاء ؟ هذا هو السؤال الذي يفترض أن يجيب عليه ذلك الوالد القاسي ذو القلب المتحجر والطبع الفظ. الذي كان سعيدا ببطولة فيلمه عبر العرض الذي يحاول فيه أن يكون مربيا بينما تلزمه التربية وذلك خلال المشهد الذي تم عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يمارس دورا لا يناسب أبوته، بطريقة وحشية وكأنه وحش كاسر ترتعد منه الفرائس خوفا ورعبا بصورة تنم عن قسوته. علما بأن الأمر غير المفهوم أن الوحوش نفسها لا تعذب صغارها بل تصنع منهم أجيالا قادرة على الحياة قوية واثقة من نفسها تشق طريقها في الحياة بنجاح، ولكن الرجل آثر أن يكون أسلوبه في تقويم وتربية أبنائه الضرب المبرح، مؤكدا جبروته على حساب غدٍ مظلم لجيل قد يكون سببا في ضياعه. فقد أثارت تلك المشاهد غضب الشارع الذي يرى أن مثل هذه المشاهد التي تقدم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ترفضها كل الأوساط الإنسانية باعتبارها جريمة تستوجب العقاب الرادع.