أصبحت أفلام الكرتون وبرامج الأطفال مسئولة عن تشكيل ثقافة الطفل في الكثير من المجتمعات العربية، الأمر الذي دعا بعض الشباب عبر موقع "فيس بوك" للتحذير من خطورة تلك الأفلام التي قد تحتوي على مشاهد أو أفكار لا تتفق وطبيعة وأخلاق المجتمعات الإسلامية. وأكدت "Leena Nssar" أن برامج الكرتون مسئولة عن انتشار العنف عند الأطفال، وقالت: بعض هذه الأفلام تجعلهم متحجري القلوب، قليلي التعاطف مع أوجاع الآخرين ومعاناتهم، وإنها تفاقم الخوف والهلع في نفوسهم، فتحولهم إلى سلبيين وانطوائيين، يخشون المصاعب، ويهربون من مواجهتها، أو على العكس، فقد تجعل الطفل عدائياً وانفعالياً وقليل الصبر، ويرى المجتمع من خلال ذاته ويسعى دائماً لنيل ما يريده بالقوة. وأيدتها في الرأي "Najah Zein " قائلة: هناك برامج عنيفة جداً ومشاهد موحية لعلاقات بين الأولاد والبنات ... كما أوضحت أنه في الوقت نفسه توجد برامج مسلية و مفيدة جدا وتساعد في تعليم الأطفال الحروف والأرقام وهم ما يزالون في عمر السنتين .. وهذا ما حصل مع ابنتي .. كما تعلمت أيضاً مبادئ أساسية في العلوم والطبيعة، وشددت على أن الحل يكمن في مراقبة الأم لما يشاهده أولادها. وقالت "Sahar Sami": "الغلط الأكبر ع الأم لأن مفروض تكون متابعة وعارفة بكل اللي بحضرو ابنها وتعلمو الصح من الغلط لانو مش راح يتعلم من حالو ... برأيي التوعية الأسرية أهم من كل الوسائل اللي بتحكو عنها ... لما الطفل يكون فاهم الخدعة اللي بتحصل أبدا مش راح يفكر يعمل مثلهم وراح يفهم أنها لمجرد التسلية وبس". وطالب "Maher Alharbi" القنوات العربية بانتقاء الأفلام الهادفة التي تتفق والقيم العربية وقال: في السابق كانت قنوات التلفيزيون لا تأتي إلا بأفلام الكرتون الهادفة والتي تشجع على التحلي بالأخلاق الفاضلة, أما الآن أصبح ما يُعرض في القنوات التلفزيونية مجرد أفلام كرتونية شخصياتها مسوخ ووحوش وتشجع على الشقاوة والأذية والغباء والمشكلة إن بطل المسلسل هو من هذا النوع!! بينما شدّد "Hbooshe El Mnkooshe " على ضرورة إنتاج أفلام وبرامج هادفة للأطفال والتوقف عن بث الأفلام الأجنبية التي لا تتماشى مع الشخصية العربية وقال: دوماً نتكلم عن سلبيات هذه الكرتونات وهي فعلاً تؤثر كثيراً على الطفل في شخصيته، ولكننا ننسى أنه من اللازم توفير بديل لهذا الطفل، فمع الأسف معظم الكرتونات البديلة الموجودة تكون مملة للغاية. واتفقت معه في الرأي "Leena Nssar" قائلة: إذا كانت نسبة كبيرة من أفلام الرسوم المتحركة الموجودة في الساحة الإسلامية والعربية اليوم ذات ضرر بالغ على الناشئة؛ فلابد من البحث عن البدائل المفيدة والصالحة لإنقاذ الأجيال القادمة من خطر يداهمها لا محالة، والمسؤولية هنا ملقاة على عاتق الجميع؛ لأن الكل مسؤول "؛ فالفنانون والسياسيون والمفكرون والمربون، وأهل المال والثراء، والآباء والأُسر، والمجتمع بكافة هيئاته الحكومية والمدنية، الكل معنيٌّ حسب المجال الذي يشغله.