لعل ما تميزت به قناة MBC2 ومنذ إنشائها عرضها للأفلام الأمريكية التى غالبا ما تتسم بالعنف والتطرف والإرهاب. وهي تجذب شرائح متنوعة من المجتمع وخاصة الشباب والأطفال حيث لم تكتف الشركة بقناتي (MBS action) و( MBC max ) لعرضها لهذه النوعية من الأفلام بل امتدت لتشمل أيضا قناة MBC (2) : حيث مشاهد القتل والرقة والاعتداء بكل أشكاله والاغتصاب والانتحار....بحيث لا يكاد يخلو منها أي فيلم من أفلامها. وهي في الحقيقة تمثل ثقافة المجتمع الأمريكي المنحل أخلاقيا والتي حتما تؤثر سلباً على قيم أبنائنا ومبادئنا وأخلاقنا . ومع أن أصوات الكتاب قد بحت لكثرة ما كتب عن هذه القنوات ومخاطرها التربوية والأخلاقية والاجتماعية.... ولكن لا حياة لمن تنادي فالشركة ماضية في سياستها التآمرية ولم يبق سوى أن نسلح أبناءنا بقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا الإسلامية ، بحيث تكون لديهم القدرة على فلترة الأفكار والمثل والقيم والمبادئ بل نعلمهم ألا يكونوا متلقين بل مفكرين ومبدعين. ومع ذلك فإن الحقيقة التي لا نستطيع إنكارها هي نجاح وتفوق صناعة الأفلام الأمريكية 1000% على المستوى العالمي في جذب المشاهدين واستقطاب فئات مختلفة من المجتمع للمشاهدة نظرا لروعة الإخراج الفني من صوت وصورة وأداء... مهما كانت فكرة الفيلم. فحتى الكائنات الخرافية من العالم الآخر وهي أفكار خيالية رمزية - قد تعبر عن شيء من الواقع - تجد متابعة واسعة لأنها تثري الخيال بأفكار وصور متنوعة. وقد شد انتباهي مؤخرا فيلم أمريكي عن كائن حي غريب يصل من الفضاء الى الكرة الأرضية هو في الواقع وحش كاسر ضخم يستطيع في طرفة عين تمزيق فريسته من البشر وسلخها حتى ترى احشاءها الداخلية.. ومع أن المناظر كانت مقززة ومثيرة للهلع والخوف ولكني وجدت نفسي مشدودة ومشدوهة أعقد مقارنة ومقابلة بين هذا الكائن ونظام بشار الأسد الذي يتفنن في قتل الأطفال والنساء بلا رحمة ولا هوادة. ربما لأن المشكلة السورية أصبحت تؤرق ضمير كل مسلم حي.... أصبحت هاجسنا كمسلمين ليلا ونهاراً تشعرنا بعجزنا... إلا من الدعاء لهم حيث تقطعت بناء سبل النصرة –كأفراد- ولم يبق لنا إلا الدعاء لهم. أما حيث الاختلافات بينهما... فإن هذا الكائن غير بشري لا يملك قلباً يحب... ولا عقلاً يفكر... ولا مشاعر...ولا عواطف... ولا إنسانية.... وربما يعذر في كل ما يفعله. أما بشار وزمرته فالإنسانية منهم براء : فمع أنهم يملكون مقوماتها التي خلقهم الله عليها ، ولكن تتنافر الفطرة السوية مع الحقد الأعمى وتنقلب الموازين إلى عنف أخلاقي وفساد وتدمير وقتل وارهاب... والعالم كله يشاهد المسرحية ولا يحرك ساكنا. وأعتقد أن الفيلم قصة رمزية تمثل واقعنا تماما، ففي الوقت الذي يجلس فيه أصحاب القرار في الكونجرس الأمريكي وفي هيئة الأممالمتحدة... على كراسيهم العاجية لرسم ملامح خطط جديدة تجعل من العالم كرة يتقاذفها الكبار ، يقتل ويذبح الكثيرون من البشر في العالم. والقرار بمهاجمته وقتل الوحش لم ينفذ بعد لأن هناك إجراءات أخرى خفية...!! طبعا هذا من قبيل الأثارة في الفيلم. وفي النهاية لم يقتل الوحش إلا بوحش كاسر من نفس جنسه وهكذا يبقى العالم البشري يرضخ تحت وطأة وحوش متنوعة... ويترك للمشاهد البحث عن حلول... ربما هذا النوع من التفكير هو ما يجب أن ندرب أنفسنا وأبناءنا عليه فلا نكون متلقين فقط للمعلومة أو الفكرة.. ولكن كيف نحللها إلى عناصرها الأساسية ونصل بها الى أعماق التفكير كعقد مقارنة ومقابلة أو تحديد علاقة جزء بالكل أو صنع قرارات افتراضية ووضع حلول لمشكلات معينة. بل ربما الاستفادة من المشاهدة في ابداعات أخرى فنية وعلمية وادبية وكذلك الوصول إلى أعلى مرحلة من التفكير وهي مرحلة التقويم ونقد العمل من كافة جوانبه كمنتج نهائي. بل يجب ان نصل الى مرحلة التدبر بعظمة الله الخالق وتدبيره للكون والتسبيح بحمده على آلائه العظيمة في خلقه للكون والمخلوقات - أثناء المشاهدة. حينما نصل ويصل أبناؤنا إلى هذه المرحلة من التفكير والتدبر... تكون مشاهدة هذه الأفلام قد تخطت مرحلة المتعة إلى مرحلة البناء القيمي والأخلاقي والإبداع الفني والأدبي.. فنضيف جزءاً هاما للمعرفة والثقافة والحضارة الإنسانية... ونكون قد احبطنا كل محاولة لزعزعة استقرارنا وتدمير قيمنا وأخلاقنا. نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاه.