يعاني المجتمع من انتشار الشائعات فيه بطريقة تدعو للقلق، فبين حين وآخر تطفح على السطح شائعة تستشري بين الناس ويتناقلونها دون أن يتأكدوا من صحتها، ودائما ما يكون مصدرها مجهول ولا أساس لها من الصحة، وتعتمد على المبالغة في سرد خبر يحتوي جزءا ضئيلا من الحقيقة وربما يكون عاريا من الصحة، وللشائعة أضرار جسيمة على المجتمع، فدائما ما تؤدي إلى الفتنة والوقيعة بين الناس، وإذا راجعنا كثيرا من المآسي التي شهدها العالم في السابق، سنجد أن الشائعة هي من أشعلت فتيلها، وأثارت النعرات بين المجتمع الواحد، وأدخلتهم في الخلافات، لذا يجب على المرء أن يتحرى الدقة والصدق قبل نقله أي خبر، حتى لا يسهم في إيذاء الآخرين، فبترديده الشائعة دون تثبت يساعد المغرضين بقصد أو يغير قصد، للوصول إلى مآربهم، فديننا الإسلامي نهانا عن نقل الكلام من غير بينة ولا دليل، فإذا لم تتمكن من معرفة صحة الخبر أو كذبه فإنه يتوجب علينا طرحه جانبا، ولا نعيره أي اهتمام ولا نتحدث به، ويجب أن يكون المجتمع متماسكا حتى لا يسمح لأي ضعيف نفس أن يسرب الشائعات فيه وينال منه.