أكثرنا يعرف الشر ويمقته ويتحاشاه، ولكن هل تعرفون من هو الشرير بطريقة غير مباشرة؟! إنه ذلك الشخص الذي يمكنه تجنب الشر أو صده دون أن يفعل ذلك، أو بمعنى آخر ذلك الشخص الذي يقول عمليا: أنا ومن بعدي الطوفان. من ناحيتي لست بذلك الإنسان المثالي والنموذجي، ولكني بسبب ذلك المنهج فما أكثر ما (أكلت على رأسي)، خصوصا عندما يقول لي أحدهم: أنت ما دخلك، أنت مين حشرك، أنت مين (أخششك)؟!،. وفي هذا الصدد يقول (مارتن لوثر كنغ): «سيسجل التاريخ أن أعظم مأساة تشهدها هذه الفترة التي يسودها التحول الاجتماعي لا تتمثل في الضوضاء التي يحدثها الأشرار، بل في الصمت المروع الذي يلتزم به الصالحون». ولو أن كل شخص يكنس أمام بيته، ويتوقف الآخرون عن رمي الزبائل، لأصبح العالم أكثر نظافة والزبائل التي أقصدها ليست هي الفضلات فقط ولكنها الأقوال والأفعال كذلك. إن بعض الأشرار من شدة كراهيتهم للناس الشرفاء، لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم، وترى الواحد منهم قد يصل به عمى الحقد إلى أن يحرق بيته من أجل التخلص من فأر. ٭٭٭ قال لي ينصحني: لا تأمن على مالك طماعا، ولا على سرك كذابا، ولا على دينك دجالا، ولا على عقلك مخادعا، ولا على سلامتك مغامرا، ولا على علمك غبيا، ولا على أهدافك ذكيا. رددت عليه قائلا: ياليتك قد قدمت لي هذه النصيحة قبل ثلاثة عقود، هل تصدق أن هذه النماذج السبعة قد استأمنتها طوال أيام حياتي وأنا (فاغر الفهشة)؟! أي أضحك بسذاجة ، لهذا تراني أمامك الآن وأنا منتوف الريش. ٭٭٭ فوجئ الناس في مدينة (ميامي) بامرأة وزنها نحو (200) كيلو غرام، تجلس عارية على مقعد في محطة انتظار الحافلات، وحجتها المنطقية التي ترددها هي: (إن العالم ليس به عدالة)، وكلما حاول رجال الشرطة إقناعها ورمي الأردية عليها لتستر نفسها، كانت تقذف بها وهي توجه لهم الشتائم المقذعة. وأخيرا، طلبت منهم لكي تستر نفسها وتفض اعتصامها، أن يحضر الرئيس (أوباما) بنفسه، لكي تقنعه أن العالم ليس به عدالة، عندها تيقنوا أنها مجنونة، فتكالب عليها عشرة من رجال الشرطة وطرحوها أرضا وكبلوها، ونقلوها بعد معاناة شديدة إلى سيارة الإسعاف. وبعد التحقيق اتضح فعلا أنها متخلفة عقليا، لا .. وفوق ذلك كله كانت سكرانة. والحمد لله على الستر والعقل ونعمة الإسلام.